أدت الظروف الجوية السيئة إلى تعديل في برنامج الزيارة التي يقوم بها الأب الأقدس إلى الفيليبين فقام بزيارة غير مدرجة إلى مؤسسة (1) تعنى بالأطفال المشردين ضحايا الاستغلال الجنسي والمخدرات . أسس هذه المؤسسة في الفيليبين أحد اليسوعيين عام 1988 .
عبارة بسيطة بالإنكليزية كتبت على إحدى السبورات ترحيبا بالبابا : “حتى نحن ؟”
يبدو أن البابا فرنسيس لم ينس ما كان عليه الكاردينال برغوليو ورئيس أساقفة بيونس آيرس السابق لم يكن يخالط أوساط المتنفذين . لقد رفض دعوات عديدة من عمدة بيونس آيرس للمشاركة في الاستقبالات الرسمية لكن برغوليو كان يقول دون مواربة أن مشاركته في هكذا رسميات هي “مضيعة للوقت” ..(2)
طلب مرارا السفير الفرنسي في الارجنتين مقابلة برغوليو الذي كان يرفض مبدأ هذا اللقاء لكي لا يضطر بعدها إلى مسايرة الكثيرين مفضلا تكريس وقته لرعاياه من الفقراء. تعويضا عن لقاء رسمي في دار المطرانية فقد اصطحب السفير معه إلى إحدى مزارات الحج الشعبية في ضواحي العاصمة الارجنتينية حيث كان سيقيم الذبيحة الالهية.
لم تدم زيارة البابا للجمعية وقتا طويلا لكنه كان كافيا لإدخال السعادة إلى قلوب الأولاد وقد اعتلى بعضهم ركبتيه . كان واضحا على محيا البابا سعادته بهذه العفوية وعلى ما يبدو فقد أعادته هذه الزيارة إلى ما كان يعمله مطرانا في “ضواحي البؤس” المحيطة بالعاصمة الارجنتينية (3) ..
لم يتغير البابا بعد مضي حوالي السنتين على حبرية غنية جدا . ويبدو أنه لا يكل من الذهاب نحو “الأطراف” وهو روح زيارته إلى سيريلانكا والفيليبين . لا ننس أن أول قداس خميس أسرار أقامه كان في إصلاحية أحداث وأول زيارة له خارج روما كانت إلى لامبيدوزا, الجزيرة الايطالية التي تطالعنا دوريا بأخبار الغرقى من المهاجرين .وفيها ندد البابا ب”عولمة اللامبالاة” ومعيدا تلك الصرخة التي نراها في بداية الكتاب المقدس :” ماذا فعلت بأخيك؟”
جو المحبة الذي عم الجمعية التي زارها كانت جوابا على تساؤلهم الذي كتبوه على السبورة . وكأني بالبابا يجيبهم : “نعم حتى أنتم لا بل أنتم من أحب زيارته” …
(1) Anak-Tnk Foundation
(2) من حديث عمدة بيونس آيرس مع مراسلة مجلة باري ماتش الفرنسية في الفاتيكان .
(3) المسماة بالاسبانية Villas miserias