ما حيـّر علماء الآثار لسنوات طويلة ولا يزال يموج في بحر غرائب مدينة بعلبك التاريخية الاثرية، هو” حجر الحبلى الروماني” لأنه يمثل أكبر حجر منحوت في العالم ويقع إلى جانب مدخل مدينة بعلبك من جهة الشرق حيث كان الرومان يقتلعون الحجارة الضخمة وينحتونها وينقلونها لتشييد قلعة بعلبك الأثرية .
ففي سابقة هي الأولى من نوعها من حيث الاكتشافات ومن حيث من يقوم باعمال التنقيب للمرة الاولى، وهم لبنانيون من الجامعة اللبنانية ومديرية الآثار، بعد تعثر مجيء البعثة الالمانية لاتمام عملية التنقيب، تمكنت مجموعة من طلاب الجامعة اللبنانية في اشراف الدكتورة الاثرية جانين عبد المسيح من تسجيل رقم قياسي من خلال اكتشاف الحجر الأكبر في العالم الى جانب الحجر الاول والمعروف بحجر الحبلى ليحطم الرقم القياسي من حيث الحجم. ويحوي هذا الاكتشاف الأثري الكبير حجر مقلع روماني يبلغ طول ما ظهر منه حتى اليوم في عملية التنقيب ١٧ متراً ولا يزال في المراحل الاولى من حفر محيطه وعرضه ٥,٧٠ أمتار مع انتظار تبيان ارتفاعه، فيما الحجر الأول يبلغ طوله 21,50 متراً و عرضه 4,80 أمتار وعلوه 4,20 أمتار ويقدر حجمه بـ 422 متراً مكعبا، ويقدر وزن حجر الحبلى بألف طن تقريبا ولذا اعتبر أكبر حجر منحوت في العالم.
وهذا الاكتشاف الأثري والتاريخي المهم يدحض الامر ويثبت ان ثمة حجراً أكبر وان المدينة تختزن تحت سطحها التاريخي الكثير من النفائس.
وأعمال التنقيب استمرت ١٥ يوما لتتوقف بعد ايام مع بدء شهر رمضان. وضخامة حجر الحبلى القديم الذي يربض على بعد أمتار قليلة من قلعة بعلبك التاريخية دفع الكثير إلى نسج القصص والأساطير عنه واليوم تنسج أساطير وتساؤلات أخرى للعلماء كيف تمكن انسان ما قبل التاريخ من تحريك صخرة كهذه فاقت الاولى من حيث الضخامة والحجم. والغامض والغريب في أمر هذه الصخور هو كيف تم نحتها وتشكيلها ونقلها وتثبيتها على ربوة مرتفعة؟!
بعلبك / وسام اسماعيل
النهار