إلى الحياة، عادت حديقة الصنائع أو حديقة رينه معوّض بعد أعوام طويلة من الإهمال، لينبعث معها تاريخ عاصمة خنقها الواقع الإسمنتي وغياب الأخضر.
غلبت الدهشة كل الواقفين أمس في باحة الحديقة، فأقل ما يقال عن تلك المساحة الإستثنائية التي تشبه ومن دون مبالغة الحدائق العامة الأوروبيّة، أنها النفس الأخير للعاصمة أو عنصر ندرة غير متجدد مهدّد جديّا بالإنقراض في حال عدم الحفاظ عليه.
جال الصحافيون والإعلاميون أمس في ساحات الحديقة، بدعوة من مؤسسة أزاديا التي أنجزت أعمال الترميم، للإطلاع على حلّتها الجديدة. وتحدّث رئيس مؤسسة أزاديا مروان مكرزل إلى الصحافيين، كما جال معهم داخل الحديقة وأجاب عن كل استفساراتهم. وأشار مكرزل في حديثه إلى مجموعة من تفاصيل العمل ومن بينها أن “المشروع قسمان: الأول يطال ترميم الحديقة والثاني صيانتها. أنجزنا القسم الأول ونحن فخورون جداً بالعمل الذي قمنا به، وقد أخذنا على عاتقنا مهمة الصيانة لعشر سنوات مقبلة لنحافظ على الحديقة وخضرتها ومنشآتها”. أضاف، “إن اهتمامنا بهذه الحديقة نابع من تقديرنا للبيئة وإيماننا بالدور الذي يمكن أن نؤديه على مستوى المسؤولية الاجتماعية. وما ترونه اليوم هو نتيجة لتعاوننا مع بلدية بيروت، وقد كان تعاوناً مثمراً وخير مثال يحتذى على مستوى التعاون بين القطاعين العام والخاص”.
واعتبر مكرزل أن “الأمن هو من الأولويات للحفاظ على الحديقة، ولذلك تعاقدنا مع شركة خاصة ستتولى الحفاظ على الأمن إلى جانب حراس بلدية بيروت”. وتمتد الحديقة وفق مكرزل على مساحة 22 ألف متر مربع تشكل المساحة الخضراء 11 ألف متر مربع منها، يمنع فيها كل ما يمكن أن يسبب الضرر للحديقة من جلسات الشواء والنارجيلة، وقطع الأزهار والأشجار، أو السباحة في بركة المياه، كما ستقفل ليلاً، إذ يصبح ضبط الأمن فيها مسألة صعبة”.
أما الدخول إلى الحديقة فـ”مجاني”، كما أوضح، “وتتضمن ثلاث مساحات مخصصة لألعاب الأولاد، ومساحات مخصصة للركض والسير وممارسة الرياضة، ومسرح، وحمامات مجهزة لاستقبال المعوقين. كما أن نظام الريّ فيها أوتوماتيكي”. وشّدد على أهمية المسرح “إذ إنه سينشط الحركة الثقافية والفنية داخل الحديقة لأننا وبلدية بيروت لا نريدها مجرّد مساحة للترفيه بل للثقافة أيضاً”. وشدّد على أن “على الراغبين في إقامة مشاريعهم الثقافيّة في الحديقة أن يقوموا بتقديم طلباتهم إلى بلدية بيروت التي يعود إليها رفض أو قبول المشاريع، وطبعاً لا يدفعون أي بدل مالي مقابل ذلك، إذ إن الحديقة هي مساحة للجميع”.
ويقام الاحتقال الرسمي لافتتاح الحديقة يوم السبت 31 أيار الجاري، لتفتتح حديقة الصنائع أبوابها أمام العامّة يوم الأحد 1 حزيران المقبل.
باسكال عازار / النهار