وجاء جيش من الجنود الأشداء لمهاجمة أسيزي وخططوا لمداهمة الدير أولا.
على الرغم من مرضها، وقفت القديسة كلارا الأسيزية على أسوار الدير حيث يستطيع المعادين لروح السلام، رؤيتها: ولكن لم تقف وحدها إنما كانت متسلحة برب الكون المحتجب في القربان المقدس.
ثم على ركبتيها، و هي تحمل الكنز الأثمن ، توسلته لإنقاذ أخوتها:
“يا رب، منَّ على أخواتي بالحماية و أنت تعرف أني عاجزة عن تأمينها لوحدي” وهي تصلي بدا صوت يجيب: “سيبقين دائما تحت رعايتي” !!
و في ذات جزء الثانية ضرب خوف مفاجئ المهاجمين ولاذوا بالفرار بسرعة البرق.
في ليل شرقنا الحالك، تذكرنا القديسة كلارا بهذه الواقعة: تعطينا نموذج عن بطولة و صبر نحن بأمس الحاجة لهما. توصينا بالثبات على الإيمان ومحبة المسيح: وبهذا تدلنا على طريق النصر الأكيد.
في وقت الإمتحان هذا كم من أصوات الشك ترتفع فيما يخفت صوت الإيمان: نسمع: “الله تركنا!! لماذا؟ لماذا يسمح بالضيقات هذه ….”
و بمواجهة هذا العتاب المستمر الذي يحمّل الله ذنوب الأشرار، تقف كلارا القديسة في هذا الحدث بعيدة عن التبعية السطحية للمسيح: فهي تدري أن الصعوبة إمتحان و أن الله في وقت الصليب قريب… فسألت العون و أنتصرت برب الكون!!
يخبرنا الكتاب أن الرب لام يوماً بعض أتباعه حينما تجمهروا عليه وقال لهم: أنتم تتبعونني لا لأنكم رأيتم آيات فآمنتم، بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم ( يوحنا 6:2) …
ونحن اليوم هل نتبع الرب فقط لإشباع رغباتنا و عند الصليب نعاتب، نوارب، و نهرب؟؟؟ أم نثبت كمريم و يوحنا عند أقدام الرب ونتسلح بقربانه كالأسيزية، فننتصر ؟؟؟
أنطوانيت نمور / زينيت