تحقيق بدوي حبق / وطنية
على كتف وادي قنوبين المقدس تستريح بلدة جبلية لبنانية رائعة تقع على إرتفاع 1420 مترا عن سطح البحر فوق مشارف الوادي المقدس العابق ببخور النساك والآباء والقديسين. هي حصرون وردة الجبل، تاج يرصع وادي النسك وينتزع من عبق بخوره وطهر نساكه شفيفا روحانيا يقرب قاصدها من الله. يحدها من الشمال بلدة حدشيت ووادي قنوبين ووادي قاديشا ومن الشرق خراج بلدة بزعون ومن الجنوب خراج بلدة تنورين وحدث الجبة ومن الغرب الديمان. تتجمع بيوتها التي يفوق عددها الألف وسط محيط طبيعي بديع يتكون من مرتفعات ووهاد تحيط بالبلدة من جميع الجهات. هذه البيوت لا تزال تحافظ على نمط العمارة التقليدية اللبنانية وهي بمعظمها بيوت حجرية معممة بالقرميد الأحمر، تجاورها الحدائق وتحيط بها أشجار الأرز، والصنوبر والسرو والشربين والسنديان والحور وسوى ذلك مما أنعمت الطبيعة به على جبال لبنان. يفوق عدد سكان حصرون اليوم العشرة آلاف نسمة منهم حوالي 4000 ناخب. ينتشر المهاجرون من أهاليها والذي يبلغ عددهم حوالي 35 ألف نسمة في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والبرازيل والمكسيك والأرجنتين وغواتيمالا وكوستاريكا وأفريقيا وسواها من بلاد الإنتشار. وتعتبر اليوم أكبر جالية حصرونية متواصلة مع الوطن الأم هي تلك التي في أستراليا. ينخفض عدد السكان في حصرون خلال فصل الشتاء بينما يرتفع في فصل الصيف وذلك بسبب إنتقال الأهالي للسكن في السواحل طلبا للعلم والعمل. إسم حصرون فينيقي الأصل قديم ومعناه المكان المسور والمحصن والمحصور وهذا ما ينطبق على طبيعة هذه البلدة المحاطة بسور طبيعي من الجبال والوهاد يجعل إسمها مطابقا للمسمى تماما. أما التقليد فيرد الإسم الى السريانية معتبرا أن معناه “الخنصر” بإعتبار أن جغرافية المحيط تمتد نحو الوادي بشكل يد وتشكل حصرون موقع الخنصر في اليد. أنجبت حصرون عددا من البطاركة والأساقفة والعلماء الكنسيين والكهنة بشكل لافت لم تعرفه بلدة سواها ، نذكر منهم بحسب التسلسل التاريخي المطران يوحنا حوشب الحصروني، المطران يوحنا بن قرياقوس الصندوق، المطران مخائيل سعادة، المطران يوسف شمعون السمعاني، البطريرك يعقوب عواد، البطريرك سمعان عواد، المطران جبرايل عواد، المطران إسطفان عواد السمعاني، البطريرك بولس مسعد، البطريرك يوحنا الحاج، المطران بطرس مسعد، المطران إسطفان عواد، المطران يوسف مسعد، المطران بولس مسعد وغيرهم. في حصرون وخراجها العديد من المعالم الأثرية البالغة الأهمية وهي تتميز بوفرة الأديرة منها كنيسة ومغارة مار آسيا، كنيسة مار لابي الأثرية، دير مار يعقوب، دير مار توما الرسول، كنيسة السيدة، وكنيسة القديسة حنة، بالاضافة الى الأديرة والكنائس هناك مزارات عدة أهمها مزار مار سمعان العامودي، مزار أم العجائب، مزار سيدة لورد، مزار ودير مار مخائيل االأثري، ومن أهم رجالاتها الكنسية العلامة يوسف سمعان السمعاني الذي أغنى مكتبة الفاتيكان وكان له الفضل الأول في ربط الكنيسة المارونية بقانون الفاتيكان ولا تزال الى اليوم تعتبر مخطوطاته مرجعا مهما للكنيسة. تتميز حصرون باحتوائها أقدم سوق تجارية في المنطقة التي تقع فيها وبتعدد أنواع بضائعها. وعلى الصعيد الزراعي إنتشرت في حصرون زراعة التفاح والإجاص والخوخ والمشمش والرمان والكرز وزراعة البندق الذي يندر وجوده في المناطق اللبنانية. على الصعيد الصناعي في حصرون عدة معامل لإنتاج حجر الخفان ولنشر الحجر الطبيعي ولصناعة البلاط وفيها مصانع للحدادة الإفرنجية التي تنتج “سوبيات” للمازوت والحطب توزع في مختلف المناطق اللبنانية. وعلى المستوى السياحي يوجد في حصرون عدد ملحوظ من الفنادق والمطاعم والمقاهي ومراكز التسلية. كما نجد في حصرون عددا كبيرا من الينابيع المحلية أهمها نبع غراقيا ومياهه موصوفة للمصابين بأمراض الكلي، نبع رأس النبع، نبع الحديد، نبع الواطية، نبع العربيط، نبع غيمون، نبع الحازورة، نبع الراسين، وينابيع أخرى خاصة ومتفرقة. كذلك للشأن الإجتماعي والثقافي في حصرون حيزا كبيرا حيث تضم العديد من النوادي والجمعيات الإجتماعية والثقافية كما الروحية والحركات الرسولية. وللمجال التربوي في حصرون مكان ومتسع ففيها دير ومدرسة سيدة الترحيب وهو تابع لراهبات المحبة اللعازريات، مدرسة السيدة للآباء الأنطونيين، مدرسة رسمية مختلطة، ومدرسة مهنية عالية. وتسهم الحركة التربوية فيها بتنشيط الحياة خلال فصل الشتاء نظرا لتوافد الطلاب الى هذه المدارس. إشارة إلى أنه كان في حصرون ثلاث طواحين الطاحونة الفوقا عند رأس النبع والطاحونة السفلى على طريق رأس النبع أما الثالثة فكانت عند نهر الزغير وكانت تدار في فصل الشتاء فقط. هذه الطواحين التي أمنت لأهالي حصرون طحن القمح والذرة والشعير لإنتاج الطحين والبرغل والأعلاف طوال سنين عديدة لم يبق منها اليوم سوى الطاحونة السفلى التي أمنت للآلاف من أبناء أجيال البلدة ذخيرة الغذاء ولا تزال شاهدا يربط الماضي بالحاضر. لقد شهدت حصرون في الفترة الأخيرة نموا عمرانيا ملحوظا، حيث أقدمت بلديتها اليوم بالتعاون مع لجان الوقف على تنفيذ سلسلة مشاريع وأنشطة نذكر منها على سبيل المثال العشاء السنوي القروي التقليدي و”تعشى وسهار” وقد ساهمت المشاريع التي تقوم بها البلدية بتحسين أوضاع أهلها وبخاصة المزارعين كما ساهمت في بعض جوانبها في الحد من الهجرة من الجبل الى المدينة. وقد غدت حصرون عن حق وردة يفوح أريجها بين جيرانها وفي مختلف المناطق اللبنانية. على كتف وادي قنوبين المقدس تستريح بلدة جبلية لبنانية رائعة تقع على إرتفاع 1420 مترا عن سطح البحر فوق مشارف الوادي المقدس العابق ببخور النساك والآباء والقديسين. هي حصرون وردة الجبل، تاج يرصع وادي النسك وينتزع من عبق بخوره وطهر نساكه شفيفا روحانيا يقرب قاصدها من الله. يحدها من الشمال بلدة حدشيت ووادي قنوبين ووادي قاديشا ومن الشرق خراج بلدة بزعون ومن الجنوب خراج بلدة تنورين وحدث الجبة ومن الغرب الديمان. تتجمع بيوتها التي يفوق عددها الألف وسط محيط طبيعي بديع يتكون من مرتفعات ووهاد تحيط بالبلدة من جميع الجهات. هذه البيوت لا تزال تحافظ على نمط العمارة التقليدية اللبنانية وهي بمعظمها بيوت حجرية معممة بالقرميد الأحمر، تجاورها الحدائق وتحيط بها أشجار الأرز، والصنوبر والسرو والشربين والسنديان والحور وسوى ذلك مما أنعمت الطبيعة به على جبال لبنان. يفوق عدد سكان حصرون اليوم العشرة آلاف نسمة منهم حوالي 4000 ناخب. ينتشر المهاجرون من أهاليها والذي يبلغ عددهم حوالي 35 ألف نسمة في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا والبرازيل والمكسيك والأرجنتين وغواتيمالا وكوستاريكا وأفريقيا وسواها من بلاد الإنتشار. وتعتبر اليوم أكبر جالية حصرونية متواصلة مع الوطن الأم هي تلك التي في أستراليا. ينخفض عدد السكان في حصرون خلال فصل الشتاء بينما يرتفع في فصل الصيف وذلك بسبب إنتقال الأهالي للسكن في السواحل طلبا للعلم والعمل. إسم حصرون فينيقي الأصل قديم ومعناه المكان المسور والمحصن والمحصور وهذا ما ينطبق على طبيعة هذه البلدة المحاطة بسور طبيعي من الجبال والوهاد يجعل إسمها مطابقا للمسمى تماما. أما التقليد فيرد الإسم الى السريانية معتبرا أن معناه “الخنصر” بإعتبار أن جغرافية المحيط تمتد نحو الوادي بشكل يد وتشكل حصرون موقع الخنصر في اليد. أنجبت حصرون عددا من البطاركة والأساقفة والعلماء الكنسيين والكهنة بشكل لافت لم تعرفه بلدة سواها ، نذكر منهم بحسب التسلسل التاريخي المطران يوحنا حوشب الحصروني، المطران يوحنا بن قرياقوس الصندوق، المطران مخائيل سعادة، المطران يوسف شمعون السمعاني، البطريرك يعقوب عواد، البطريرك سمعان عواد، المطران جبرايل عواد، المطران إسطفان عواد السمعاني، البطريرك بولس مسعد، البطريرك يوحنا الحاج، المطران بطرس مسعد، المطران إسطفان عواد، المطران يوسف مسعد، المطران بولس مسعد وغيرهم. في حصرون وخراجها العديد من المعالم الأثرية البالغة الأهمية وهي تتميز بوفرة الأديرة منها كنيسة ومغارة مار آسيا، كنيسة مار لابي الأثرية، دير مار يعقوب، دير مار توما الرسول، كنيسة السيدة، وكنيسة القديسة حنة، بالاضافة الى الأديرة والكنائس هناك مزارات عدة أهمها مزار مار سمعان العامودي، مزار أم العجائب، مزار سيدة لورد، مزار ودير مار مخائيل االأثري، ومن أهم رجالاتها الكنسية العلامة يوسف سمعان السمعاني الذي أغنى مكتبة الفاتيكان وكان له الفضل الأول في ربط الكنيسة المارونية بقانون الفاتيكان ولا تزال الى اليوم تعتبر مخطوطاته مرجعا مهما للكنيسة. تتميز حصرون باحتوائها أقدم سوق تجارية في المنطقة التي تقع فيها وبتعدد أنواع بضائعها. وعلى الصعيد الزراعي إنتشرت في حصرون زراعة التفاح والإجاص والخوخ والمشمش والرمان والكرز وزراعة البندق الذي يندر وجوده في المناطق اللبنانية. على الصعيد الصناعي في حصرون عدة معامل لإنتاج حجر الخفان ولنشر الحجر الطبيعي ولصناعة البلاط وفيها مصانع للحدادة الإفرنجية التي تنتج “سوبيات” للمازوت والحطب توزع في مختلف المناطق اللبنانية. وعلى المستوى السياحي يوجد في حصرون عدد ملحوظ من الفنادق والمطاعم والمقاهي ومراكز التسلية. كما نجد في حصرون عددا كبيرا من الينابيع المحلية أهمها نبع غراقيا ومياهه موصوفة للمصابين بأمراض الكلي، نبع رأس النبع، نبع الحديد، نبع الواطية، نبع العربيط، نبع غيمون، نبع الحازورة، نبع الراسين، وينابيع أخرى خاصة ومتفرقة. كذلك للشأن الإجتماعي والثقافي في حصرون حيزا كبيرا حيث تضم العديد من النوادي والجمعيات الإجتماعية والثقافية كما الروحية والحركات الرسولية. وللمجال التربوي في حصرون مكان ومتسع ففيها دير ومدرسة سيدة الترحيب وهو تابع لراهبات المحبة اللعازريات، مدرسة السيدة للآباء الأنطونيين، مدرسة رسمية مختلطة، ومدرسة مهنية عالية. وتسهم الحركة التربوية فيها بتنشيط الحياة خلال فصل الشتاء نظرا لتوافد الطلاب الى هذه المدارس. إشارة إلى أنه كان في حصرون ثلاث طواحين الطاحونة الفوقا عند رأس النبع والطاحونة السفلى على طريق رأس النبع أما الثالثة فكانت عند نهر الزغير وكانت تدار في فصل الشتاء فقط. هذه الطواحين التي أمنت لأهالي حصرون طحن القمح والذرة والشعير لإنتاج الطحين والبرغل والأعلاف طوال سنين عديدة لم يبق منها اليوم سوى الطاحونة السفلى التي أمنت للآلاف من أبناء أجيال البلدة ذخيرة الغذاء ولا تزال شاهدا يربط الماضي بالحاضر. لقد شهدت حصرون في الفترة الأخيرة نموا عمرانيا ملحوظا، حيث أقدمت بلديتها اليوم بالتعاون مع لجان الوقف على تنفيذ سلسلة مشاريع وأنشطة نذكر منها على سبيل المثال العشاء السنوي القروي التقليدي و”تعشى وسهار” وقد ساهمت المشاريع التي تقوم بها البلدية بتحسين أوضاع أهلها وبخاصة المزارعين كما ساهمت في بعض جوانبها في الحد من الهجرة من الجبل الى المدينة. وقد غدت حصرون عن حق وردة يفوح أريجها بين جيرانها وفي مختلف المناطق اللبنانية.