هل يلوم أي منا نفسه على خطيئة اقترفها أم أحياناً يستلذها ويستطيب العيش بها؟ أليس لهذا أو ذاك انبساطه على الخطيئة يستتر فيها ويتدفأ بها هرباً من فضيلة تكلفه تعبا شديدا؟ لماذا هذا الشعور السائد بأن العيش الصالح متعب؟ أما قال السيد: “احملوا نيري عليكم”؟ هل الفضيلة تبقى تكليفاً من فوق أم تتقبلها قلوبنا بفرح؟
في التعليم عندنا ان الخطيئة ما اكتسبناه ضرورة اذ ليس من صالح. الانسان يتقدس أي يولد حاملاً بذار الخطيئة، ميالاً إلى ما يدنسه. نجاسة الانسان فيه. ليس عليه ان يدور العالم ليجدها. هذا سؤال لا حل له كيف جاءتنا الخطيئة. ليس عليك ان تنقب عن أصل الشر فيك. هو هنا وأنت منه. ان كنت إنساناً إلهياً تلحظ الشر فيك. لا تستطيع ان كنت واعيا ان تهرب من رؤيته. هو ضاغط باستمرار وان كنت لا تراه تكون عدمت الاحساس البشري. ما يطلب الله منك ان تخرج منه. الإيمان عندنا يقول أنت تقضي عليه فقط بقوة الله. ليس عندنا نحن حديث عن خلاص غير المؤمنين. نحن نتكلم فقط عن الخلاص بالله. الكلام السائد في أوساط المؤمنين ان الخلاص في مؤازرة الله للمؤمن. هذا صحيح اذا فهمنا هنا الكلام انه يعني استجابة لعطاء الله الكامل. المؤمن لا يخلص نفسه. دوره فقط ان يتقبّل خلاص الرب.
غير انه يجب ان نفهم ان الخلاص ان كان هدية من الله فعليك ان تتقبله. أنت لا تحدثه فيك، ترثه من فوق. هو لا ينشأ فيك منك. الخلاص فيك بدؤه إيمانك انه هدية من ربك وآخره شكر ربك.
بعد ان ترث الخلاص يصير لك. تصير انت منه. تصبح عشير المسيح واذا أدركت العشرة حقاً يزول منك الخوف. كل القصة ان تدرك انك صرت للمسيح وصار هو لك واذ ذاك لا تكون لأعدائه.
في وقت من أوقات الرضاء تشعر بأن المسيح هو الحبيب ولا تطلب نفسك شيئاً آخر. ترتضيه بعد علمك انه ارتضاك. تحسّ انه يكفيك وانك قائم عنده.
سعيك الوحيد ان يرضى الرب عنك. هذا لا تعرفه هنا. هذا من سره ولكنه في اليوم الأخير يقول لك: “تعال يا مبارك أبي رثِ الملك المعد لك منذ انشاء العالم”. عند ذاك تفرح وتبكي ويجذبك حضن الله.
النهار