برعاية وحضور وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، احتفلت الجامعة الأنطونيّة بتخريج دفعة جديدة من طلابها للعام 2015 من فروع الجامعة الثلاثة الحدت-بعبدا وزحلة-النبي أيلا ومجدليا-زغرتا خلال حفل أقيم في الحرم الرئيس للجامعة في الحدت-بعبدا. حضر الإحتفال الى الوزير بو صعب، الرئيس العام للرهبانية الأنطونيّة الأباتي داوود رعيدي، والأب الرئيس للجامعة جرمانوس جرمانوس وعميدة كليّة العلوم التمريضيّة في جامعة لافال في كندا ميراي لافوا ونواب الرئيس وعمداء الكليّات ومعاهد الجامعة ومديرو الفروع ورؤساء الأقسام وعدد من الأساتذة والموظفين والأهل.
الأب جرمانوس جرمانوس
استهلّ الحفل بالنشيدين الوطني ونشيد الجامعة فكلمة ترحيب وتقديم من الاعلامي بسّام برّاك. ثمّ ألقى الأب الرئيس جرمانوس جرمانوس كلمة أطلق خلالها صرخة توّجه فيها الى المؤتمنين على الدولة ومقدّراتها متسائلاً: “: أين هي الدولة اليوم من دعم المؤسّسات التعليميّة الخاصّة؟ أليس أهل طلّابِنا هم من يدفعون الضرائب لتؤمّن لهم الدولة في المقابل التعلّم والطبابة والعيش الكريم في شيخوختهم؟ أليس من حقّهم أن يستفيدوا من هذه الأموال من خلال مؤسّسات الدولة، ولكن من خلال المؤسّسات الخاصّة أيضًا؟ أليست كلّ الدول وكلّ الحكومات في العالم هي من يدعم المدارس والجامعات الخاصّةَ فيها لكي تتمكّن هذه الأخيرة من دعم طُلّابِها. أين هي الدولة من الهدر الحاصل في المؤسّسات التربويّة الرسميّة؟ أليست هي أيضا أموال الفقراء؟
وتوّجه الى الخريجين قائلاً : “في جمهوريَة غاب عنها وجه رئيسها لأكثر من عام ، في بلد يتصارع زعماؤه السياسيّون، باسم الشعب، على مصالحهم الشخصيّة والحزبيّة، في مجتمع ركَد فيه الاقتصاد وقلَت مداخيل المواطنِ الشريف (…) في خضمِ أزمات هذا الوطنِ المتعدّد والمتشرذم والمتنازع والمتنازعِ عليه (…) نَقف كلّ سنة، على هذا المنبرِ بالذات، لنردّد على مسامعكم نَفس ما قيل لمن سبقَقم من خرّيجي الجامعة الأنطونيّة: لا تخافوا، سيروا إلى الأمام نحو العمقِ، فالغد المشرق يبقى بانتظاركم. لا تفقدوا الرجاء بالله، ولا الثقة بالوطن، ولا الإيمان بأنفسكم. أنتم من سوف ينهض البلد من كَبوته ويعطيه الأمل.
في معرض كلمته لفت الأب جرمانوس أيضأ الى أنه إذا كانت الرّهبانيّة الأنطونيّة قد قبِلت، منذ تسعة عشر عاما، أن تؤسّس جامعتها وتبني صروحها الثلاثة في الحدث-بعبدا، وفي مجدليّا-زغرتا-الشمال، وفي النبي آيلا-زحلة-البقاع، وإذا كانت قد خصّصت لها مبالغ طائلة من الأموال إلى جانب عقارات شاسعة، ولم تتوقَّف عن ذلك حتّى اليوم، فذلك إيمانا منها بأنّها مؤتَمنة على أموال الفقراء ومن واجبِها أن تحميَها من المستغلِّين لكي تضعها في خدمة أبناء وطنها، فتدعم الأقساط، ليس على حساب المستوى الأكاديميّ، وتختار نخبة الأساتذة والإداريِّين ليقدّموا أفضل ما لَديهم لأجيال المستقبل. وفي هذا السياق، أعلن عن اطلاق ماستر في العلوم التمريضيّة مع شهادة مزدوجة بالتعاون مع جامعة لافال في كندا.
الوزير الياس بو صعب
بعدها ألقى الوزير بو صعب كلمة مقتضبة فقال: ” أصريت أن أكون هذه الليلة في رحاب الجامعة الأنطونية في بعبدا، لا سيّما بعدما زارني الأب جرمانوس جرمانوس في مكتبي في وزارة التربية، أحسست وعلى الرغم من السنوات القصيرة في التعليم العالي، ان الجامعة الأنطونية لها بصمتها على مساحة الوطن والوطن العربي، وهنيئا لكم جميعا مسؤولين وطلاب وأهل بهذه الجامعة”.
وأضاف: “منذ سنوات قليلة انطلقت الجامعة الأنطونية بحماس الشباب وبرعاية الرهبانية العريقة والعميقة في جذور لبنان، واجتازت الزمن الصعب وصنعت لنفسها سمعة أكاديمية مشرفة وتوسع اطار اختصاصاتها فخرجت باقات من الشباب والشابات إلى سوق العمل بكل ثقة واحتراف”.
وأردف: “أما بالنسبة للأقساط، أوّد أن أقول لكم إن هذه الجامعة بمبانيها الحديثة وادارتها واهتمامها بالتكنولوجيا، لو كانت تابعة للدولة، لكانت أخذت الأقساط من خزينة الدولة بنسبة عشرة اضعاف مما يدفع في هذه الجامعة، لهذا أقول لمن يعوّل على التعليم الرسمي انني اكتشفت مغارة علي بابا في وزارة التربية”
وقال متوّجها الى الخريجين: ” لا يجب أن نيأس فلا بد وآمل أن يصبح أحد الخريجين اليوم مسؤولا أو وزيرا في الحكومة، تدخلون ويكون رأسكم مرفوعا وتعملون بضميركم ولا تدينون لأحد كما تلقيتم في هذه الجامعة”. وتابع: ” آمل أن لا ترتهنوا لأحد وأن تعملوا من أجل تغيير حقيقي لمستقبل لبنان، لأن هذا الوطن بحاجة لكم. فالماضي أوصلنا إلى هذه المشاكل التي نعاني منها اليوم ولا سيّما موضوع النفايات الذي نعاني منه اليوم فالحكومات المتعاقبة منذ عشرين عاما لم تستطع ايجاد حل لهذه المعضلة. بكل صراحة، حين تعالج أزمة النفايات ستتوقف السرقات ولهذا لا يريدون معالجتها، فهذه الأموال تؤخذ من أمامكم، فبدلا من أن تصرف على التعليم والتربية ، تذهب إلى جيوب بعض النافذين السياسيين”.
بو صعب الذّي لفت الى أنه “كما دخل في أول يوم إلى الوزارة سيخرج مرتاحا غير خائف من حكم أحد عليه” أكّد ” أننا كلبنانيين لا يمكننا إلا أن نعيش مع بعضنا البعض من كل الأحزاب وكل الألوان، ومن الطبيعي أن تكون هناك اختلافات في الآراء السياسية ولكن لا يجب أن يكون من تختلفون معه عدوا لكم. علينا أن نتقبل بعضنا البعض”.
يذكر أن وزير التربية تسلّم الريشة الفضيّة للجامعة من يد الأب الرئيس جرمانوس جرمانوس. هذا وألقى الطالب زياد عماد كلمة باسم الخريجين وطبعت الحفل وصلات فنيّة فقدّمت جوقة الجامعة الأنطونيّة بقيادة الأب توفيق معتوق ” Nella Fantasia الموسيقى التصويرية لفيلم “”The Mission من توقيع أنيو موريكوني مع السوليست ريمون غطاس و “Toreador” من أوبرا كارمن دو بيزيه.
ختاماً وزّعت الشهادات على الطلاب.