حفل شباب المعهد الوطني للموسيقى في المتحف أطلق نشاطات شهر الفرنكوفونية في لبنان

حطت الفرنكوفونية رحالها أمس في المتحف الوطني، مختصرة القيم الإنسانية، فانطلق شهرها في لبنان في حفل المتحف، الشاهد الحي على الذاكرة والحضارات التي “عبقت” في رحابه، تاركة لنا قصصاً حية من تاريخ مضى.
عكس هذا المكان، الذي لطالما كان الشاهد على الحروب المجنونة بين خطوط التماس، معنى آخر للسلام من خلال أداء إستثنائي للكورس الشبابي في المعهد العالي الوطني للموسيقى ولفرقته المؤلفة من شبان وشابات. قالوا كلمتهم “بنوتة موسيقية، فكانوا “حراس هيكل” لبنان، أمناء على وطنهم يحرسونه دون كلل وبلا حسابات.
حمل التصميم الهندسي للحفل لمسات عريقة في “حضرة” التاريخ. انعكس اللون الأحمر، الذي كان يخف وهجه تباعاً، خشوعاً رافق كل مقطوعة موسيقية، في لغة للروح، للأنا الخفية، للآخر.
تضمن الريبرتوار الموسيقي أجمل المقطوعات الكلاسيكية التي عزفها شباب المعهد العالي الوطني للموسيقى، فعكسوا الوجه الحقيقي للإرادة الشبابية في بناء غد مشرق. أعطى الحفل مشهداً آخر. هنا، روعة الموسيقى وجمال صوت السوبرانو ميرا عقيقي الأوبرالي، والتي أدت أغنيات بصوت راق تعشق الأذن سماعه، فصدح في المتحف، فيما يهيمن خارجه التشنج والخلافات السياسية التي أرهقت المواطن وكسرت طموحاته أمام وعود باتت سراباً.
هؤلاء الشباب، نساء ورجالاً، وقفوا على الدرج الرئيسي لمسرح الحفل محاطين بتمثال على أقصى الشمال وآخر على أقصى اليمين. تابعا مثلنا هذه اللوحة الموسيقية الرائعة.
قبل بدء العرض الموسيقي، تحدث وزير الثقافة غطاس خوري عن أهمية اللقاء، وجدد في المناسبة الثقة بالعهد الجديد ورئيسه العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وأمل في أن يستمر لبنان في رسالته الإنسانية في العالم.
أما راعي الإحتفال الرئيس سعد الحريري فقد حضر في السادسة مساء ليقوم برفقة خوري في جولة على الطابق السفلي للمتحف. واستمع إلى شرح مسهب عن أهمية القطع الموجودة فيه والتي وصل عددها إلى 520 قطعة أثرية تمثل فصولاً متعاقبة على مر العصور. لكن الحريري، إضطر إلى المغادرة كما ذكر خوري في كلمته لأسباب قاهرة منعته من حضور مراسم إفتتاح الحفل.
مع انطلاق شهر الفرنكوفونية، نستعيد معها ما تمثله من جسر عبور للقارات ورسولة تجول البلدان ومنها لبنان.
النهار