العالم خائف، الكلّ يفتش عن إبرة داخل كومة كبيرة من القش!.
مؤتمرات ولقاءات دولية تعقد هنا وهناك، واقتراحات حلول، فيما عالمنا مضطرب وخائف.
إن سفك الدماء والبربرية والعمليات الحربية التي تقع عندنا وعند غيرنا لتقشعر لها الأبدان،
كلها ظواهر لحقيقة واحدة تتلخص في عدم قبول الآخر وما ينتج عن ذلك من ظلم واعمال ارهابية تقشعر لها الابدان ! .
أعتقد بإننا دخلنا مرحلة جديدة من التاريخ بعد ان انتقلت ضربات الارهاب الى قلب العاصمة الفرنسية في باريس وغيرها من دول العالم.
قد يكون الآتي أعظم بكثير. حينها لا أزيز الطائرات الحربية سيفيد، ولا السلاح المتطوّر سيحمي،
وبما ان الحروب تبدأ في الضمائر والعقول ، لن يكون الحلّ إلاّ بالمقاومة الفكرية والثقافية،
وبتربية الأجيال على سلّم من القيم الانسانية الاساسية التي في طليعتها الحرية والعدالة والمعرفة العلمية وقبول الاخر على الرغم من كل الاختلافات .
لذلك نحن “أوسيب-لبنان ” منظمي المعرض السنوي، وعلى الرغم من كل المصاعب والظروف المعاكسة ، نصرّ على استمرارية هذا الحدث ، مع كل ما يتضمنه من النشاطات الفكرية والفنية والثقافية ، لإن الجواب الملائم على المعضلات المطروحة امامنا انما هو في إذكاء الوعي الإنساني لها في ضمير اجيالنا ، لا في الانعزال والانطواء على الذات .
نعم الحلّ في التربية الصحيحة في اطار العائلة والمدرسة والجامعة والساحة الاجتماعية والوطنية الواسعة .
الحلّ في التربية على حقوق الانسان وعيشها في مختلف ساحات الحياة .
الحلّ هو في أن يقبل الإنسان أخاه الإنسان، مهما تعددت الاديان والاعراق والثقافات .
الحلّ هو في قبول الآخر والتنوع الفكري ، والتخاطب الثقافي ، وتطوير التواصل الإنساني .
هنا يكمن الدور الأساسي لمسحيي لبنان والمشرق ، لكي تتحقق شهادتهم الانجيلية الصحيحة ، من خلال ما يقدمونه من نماذج رائدة في الفكر المتنوّع والثقافة ، وخدمة المحبة والشراكة والسلام ، وممارسة الديقراطية الحقّة.
فأين نحن اليوم مما نعانيه من أمور كثيرة عندنا ، وماذا فعلنا لكي نستحق هوية أبناء “لبنان الرسالة؟”
الاب طوني خضره
رئيس أوسيب– لبنان