التي ينظمها بالتعاون مع “مؤسسة هانز سايدل ستيفتونغ” الالمانية، تحت عنوان ” حوار الثقافات والاديان”، وتمتد 3 ايام، ويشارك فيها نخبة من الاساتذة الجامعيين والاكاديميين ورجال الدين والشباب والطلاب الجامعيين، يناقشون قضايا النظام الطائفي ، والعلمانية، والقيم المشتركة بين الاديان، وظاهرة التطرف الاسلامي، والتعددية، ومواضيع اخرى.
وكان حفل الافتتاح باكورة نشاطات وزير الثقافة الجديد روني عريجي، وحضره كذلك الوزير السابق غابي ليون، والنائب عباس هاشم، والمدير العام للثقافة فيصل طالب، ورئيس بلدية جبيل زياد حواط، والمشاركون في اعمال المؤتمر.
كلمة ترحيب من مسؤول الاعلام في ” الاتحاد الفلسفي العربي” الدكتور مصطفى الحلوة، ثم تحدث مدير” المركز الدولي لعلوم الانسان “الدكتور ادونيس العكرة ، وخص وزير الثقافة السابق غابي ليون بالشكر “للجهد الذي بذله خلال مدة ولايته، لتنشيط المركز واعادة مأسسته، والان نعمل على هذا الامر وبالنشاط اللازم الذي يعطي المركز الطلة القادرة ان تمثل لبنان في المنطقة والعالم”.
وشرح اهداف المركز فهو “ليس اكاديميا فقط، فصحيح عليه اجراءالدراسات والمؤتمرات الفكرية لكن الجزء الاكاديمي مرحلي، والمطلوب توظيف علوم الانسان في سبيل تحقيق اهداف الديموقراطية، التي تتقاطع وتنسجم مع اهداف الاونيسكو، خصوصا في العالم العربي على مدى السنوات الاربع المقبلة”. وقال: “بدأنا التشبيك مع العالم العربي، وكانت البداية من بغداد، والمشروع مستمر باشراف وزير الثقافة، ويؤدي المركز هنا خدمة رمزية في طريق دعم مبادئ الديموقراطية وترسيخها في لبنان والعالم العربي”.
ثم ألقى انطوان الغريب كلمة باسم ممثل “مؤسسة هانز سايدل ستيفتونغ”، وهي مؤسسة ألمانية منبثقة عن “الحزب الاشتراكي المسيحي” في بافاريا، تعمل تحت شعار ” في خدمة الديموقراطية والسلام والتنمية”، وتمارس نشاطات التثقيف السياسي منذ انشائها بهدف دعم عملية التثقيف الديموقراطي والاهلي. واكد الغريب ” حاجة لبنان الى الحوار للتفاهم عما يوحد، ونبذ ما يفرق. ولكم دعا رئيس الجمهورية وما زال الاحزاب السياسية الى الجلوس الى طاولة الحوار للوصول الى قواسم مشتركة لمشكلاتنا السياسية، لأنه ركيزة الوطن “.
وتميز الاحتفال بعملية تسليم وتسلم للمركز بين ليون وعريجي، واشار ليون الى”اهمية هذا المركز وعملية احيائه وانهاضه التي لم تكن رهانا بل خيارا، انطلاقا من الايمان بدور لبنان في الحضارة الانسانية عامة، ودور جبيل خصوصا التي اعطت الانسانية الحرف، وهي مسؤولية كبيرة، وعلى القيمين العمل لترسيخ هذا الدور”. واعتبر ان “هذا المركز، يمكن ان يؤدي الى نقلة نوعية لدور لبنان من خلال تصديره للانتاج الفكري والبحثي”.
وفي الختام ألقى وزير الثقافة روني عريجي كلمة، منطلقا من عنوان المؤتمر “حوار الثقافات والاديان” الذي قد يكون الأهم في هذه المرحلة التي يتم فيها تشويه ممنهج للاديان. واكد ثقته ان المؤتمرين ” سيتوصلون الى خلاصة واحدة تؤكد اهمية الدين في مواجهة التعصب والتكفير، وعلى اهمية الفكر في مواجهة الجهل عمليا وليس تنظيرا، ومخطئ من يعتقد ان هناك تناقضا بين الدين والثقافة، بل ان الدين ثقافة والكتب السماوية تغني الروح والفكر، والعلمانية هي الطريق الافضل لتنقية الدين من التعصب، ولتعميم ثقافة المواطنة صونا للوطن وحماية للمواطن”، وحملهم “مسؤولية نشر الضوء وليس الاكتفاء بحوار داخلي”. واكد ان الوطن “في حاجة الى مثقفين واعين للازمة، وليسوا متغربين عنها ، ويعمدون من خلال نشاطهم الى بث الوعي وتفعيل الحوار العقلاني والمنفتح بين مكونات المجتمع كافة، ولو في مواضيع تصنف حساسة ودقيقة”.
الجلسات
بعدها بدأت الجلسة الاولى تحت عنوان: مساوئ النظام الطائفي: العلمانية ومستقبل الحكم في لبنان بادارة الدكتور احمد طالب وحاضر فيها كل من الدكاترة خليل خير الله ومصطفى الحلوة ووليد عربيد، وتلتها بعد الظهر حلقة بعنوان: القيم الاخلاقية المشتركة بين الاديان، حاضر فيها كل من السيد علي فضل الله، والاب الدكتور جورج مسوح، برئاسة الدكتور وليد خوري.
مي عبود أبي عقل / النهار