بدأت اثيوبيا حداداً وطنياً من ثلاثة أيام أمس بأداء المسيحيين والمسلمين فيها الصلوات عن أنفس 28 مسيحياً أثيوبياً أعدمهم تنظيم “الدولة الاسلامية”، “داعش” ذبحا وبالرصاص في ليبيا.
وأثارت أعمال القتل هذه الرعب بين الأثيوبيين. وقال تيسفاي وولدي: “إنهم حيوانات، إنهم خارج الانسانية بالكامل”، بعدما شاهد إعدام شقيقه بالشا بيليتي في شريط فيديو. وأضاف: “رأيته راكعاً وصوب رجل مقنع مسدساً الى شقيقي وصديقه، ووضع سكيناً على حناجرهم”.
وقال بطريرك كنيسة التوحيد الارثوذكسية الاثيوبية متياس الأول :”من واجبنا أن نرفع الصوت لنقول للعالم إن قتل الأبرياء كالحيوانات غير مقبول على الإطلاق”. ورأى أن “أعمالهم مقززة” في اشارة الى الفاعلين.
ورفعت الصلوات المشتركة مع مسلمين على رأسهم رئيس المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية في اثيوبيا الشيخ محمد جمال الذي قال إن ذبح البشر مثل “الدجاج” لا مكان له في الاسلام.
ويقدر المسيحيون في البلاد بنحو ثلثي السكان، معظمهم من الأقباط الارثوذكس، وهي طائفة تؤكد وجودها في القرن الأفريقي منذ القرن الاول، إلى عدد كبير من البروتستانت.
وللإسلام كذلك تاريخ قديم في البلاد منذ أدخله عدد من الأتباع الأولين للنبي محمد عندما حماهم ملك البلاد المسيحي.
وفي الفاتيكان دعا البابا فرنسيس إلى الاتحاد مع “الكثير من الإخوة والأخوات الذين يواجهون الاستشهاد والاضطهاد والإفتراء والقتل لإيمانهم بالمسيح”. وقال إن “إخواننا (الأقباط المصريين) الذين ذبحوا على الشاطئ الليبي، والطفل الباكستاني الذي أحرقه أصحابه حياً لأنه مسيحي، والمهاجرين الذين ألقوا في البحر للسبب نفسه، وكذلك الإثيوبيين الذين قتلوا، وكثيرين غيرهم ممن لا نعرفهم، يعانون لأنهم مسيحيون”.
ووجه البابا رسالة تضامن إلى متياس الأول معبرا عن “تضامني الروحي العميق وأؤكد لكم تفاني في الصلاة أمام الاستشهاد المستمر الذي ينال بوحشية المسيحيين في أفريقيا والشرق الأوسط ومناطق من آسيا”. وشدد على أنه “لا فارق بين أن يكون الضحايا من الكاثوليك أو الاقباط أو الارثوذكس أو البروتستانت، فدمهم واحد وايمانهم بالمسيح واحد. ان دماء اخواننا واخواتنا المسيحيين هي شهادة تصرخ لكي يسمعها كل انسان”.