خاص – الكلمة اونلاين
ياسمين بوذياب
من المعيب في زمن الحريات الذي نعيش فيه اليوم، أن يتم مقاضاة الصحافيين ومحاسبتهم لمجرّد طرحهم قضية معينة. فمهما علا شأن الشخص، تبقى محاسبته ومساءلته أمر ضروري، وطرح سؤال “من أين لك هذا” واجب على كل صحفي يهدف الى توضيح الأمور أمام الرأي العام. لكن في لبنان، بلد الحريات “النسبية”، فإن أي كلام أو سؤال قد “يخدش مشاعر” الشخص المعني، يودي بصاحبه الى القضاء والمحاكم، بدل أن تكون الأمور معاكسة ويُحاكَم الفاسد والمجرم.
استدعاء الصحافيين على خلفية منشور على مواقع التواصل أو سؤال أو كلام ضمن برنامج معيّن، باتت “موضة” متّبعة من قبل أصحاب الشأن والمعالي، وكل من يظن أنه قادر على إسكات صوت الحق والحقيقة أو خفت صوت الصحافة والصحافيين، لمجرّد أن رأيا لم يعجبه. وآخر حلقات مسلسل “مقاضاة الصحافيين” بطلها رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب، الذي تقدم بدعوى قضائية لدى محكمة المطبوعات بحق الإعلامية في اذاعة “صوت لبنان 100.5” نوال ليشع عبود، على خلفية توجيه الأخيرة سؤالا لضيفها الدكتور عصام خليفة، عن الشهادة الجامعية التي يحملها أيوب والمشكوك بصحتها، وذلك خلال حلقة كان محورها موضوع الجامعة اللبنانية.
موقع “الكلمة اونلاين” تواصل مع الزميلة عبود، التي أشارت إلى أن موضوع الجامعة اللبنانية طرح في حلقة بُثت منذ حوالي الخمسة أشهر، مؤكدة أنه في سياق الحلقة، عند تشكيك الضيوف بشهادة أيوب وبالتعيينات “غير الصحيحة” التي يقوم بها في مجلس الجامعة، والمبنية على التحيّز والطائفية، حاولت عبود التواصل مع مستشار أيوب، للوقوف عند رأيه وإعطائه حق الرد، إلا أن الأخير رفض الكلام ضمن الحلقة لتوضيح وجهة نظره، وقد ذكرت عبود هذا الأمر مباشرة على الهواء.
أما الخطوة المقبلة، فقد أكدت عبود أنها تحت سقف القانون، وستتوجه يوم الخميس المقبل الى محكمة المطبوعات، مؤكدة في المقابل انها لم تتعرّض لأيوب على المستوى الشخصي او تقدم على إهانته، إنما كانت تؤدي واجبها كصحفية تنطق باسم الرأي العام وتطرح اسئلة متداولة ومنطقية وبديهية.
وختمت عبود حديثها لموقعنا بالقول إن ما يحصل غير مقبول، وليس من المنطقي مقاضاة أي صحفي لمجرّد طرحه سؤالا يدور في أذهان عدد كبير من اللبنانيين ممن يتابعون قضية الجامعة اللبنانية وغيرها من القضايا.
موقع “الكلمة أونلاين” يؤكد تضامنه مع الزميلة نوال ليشع عبود وسائر الصحافيين، ويصرّ على وقوفه في وجه كل أشكال القمع وكم الأفواه التي تتعرض له الصحافة، في بلد من المفترض أن تكون حرية الاعلام مصانة ومقدسة وليست “مكسر عصا” لأي كان، على أمل أن يتحرّك هذه المرة وزير الإعلام جمال الجراح، ويتعامل بجدية وشفافية مع هذا الموضوع، لنصرة الحق وصون حرية الاعلام والاعلاميين.
الكلمة اونلاين