الجميع أحبّه والكلّ صغارا وكبارا، مسيحيين ومسلمين ودروزا التجأوا اليه ومعه رفعهم الى فوق في وقت يحاصرهم فيه الألم والقلق وتحيطهم الازمات في وطن لم يعرف الفرج منذ عشرات السنين !
الكثير من اللبنانيين وغير اللبنانيين طلبوا شفاعته، هو الذي ما ردّهم يوما خائبين ولا يزال يستمطر عليهم نعم السماء الكثيرة، من شفاءات روحيّة ونفسيّة وجسديّة، الى انطلاقة متجددة بعد سقطات الى سلام نفسي حملوه في زيارتهم الى عنايا حيث ضريح تحوّل الى منبع للحياة، كيف لا والقديس شربل مخلوف اتّحد بالله، الطريق والحق والحياة؟!
121 أعجوبة وأكثر
شربل، ابن ارضنا، لم يتقدّس بعجائبه ولا لأنه أضاء في احدى الليالي سراج الماء، ولا لأنه صمت طول حياته ناسكا وزاهدا ومتأملا وانما تقدّس لانه أحبّ! نعم، لقد أحبّ الله فوق كل شيء ولانه أحبّ، إتّحد ولا تزال يداه تفيضان النعم والبركات والعطايا من ربّ السماء والأرض لم تقتصر على 121 أعجوبة سجّلت من عيد القديس شربل في تموز 2015 وحتى عيده في تموز 2016 ، أربع عشرة منها مع غير المعمَّدين.
4 ملايين ونصف مليون زائر يقصدون القدّيس شربل سنوياً وباتت الطرق المؤدّية الى عنايا حيث ضريحه تعجّ بالمؤمنين يوميّا وبشكل خاصّ كل ثاني وعشرين من الشهر حيث اللقاء والصلاة والتضرّع وهمّه الأوّل والأخير جذب الناس الى الله لا التوقّف عنده!
نهاد الشامي…شفاء منذ 23 سنة
كثيرون حملوا اليه هموما ومشاكل وآخرون شاطروه افراحهم ومنهم من قصده متأمّلا بسيرة ذاك القديس الذي رفعنا الى فوق لنتلمّس روعة السماء في قلب العالم…ومن هؤلاء سيّدة ارتبط اسمها باسمه، نهاد الشامي.
الشامي، من قرية المزاريب قضاء جبيل، عندها إثنا عشر ولداً: سبعة شباب وخمس بنات. كان قد اصابها شلل نصفي لجهة اليسار مساء التاسع من كانون الثّاني، سنة 1993. ورأي الأطباء عندها من رأي المثل اللبناني “فالج لا تعالج”!
وفي الثاني والعشرين من كانون الثاني سنة 1993، شعرت مجددا بألم في الرأس، وفي الجهة اليمنى من جسمها، فصلّت لمريم العذراء وللقدّيس شربل قائلة: “أنا شو عاملي، ليش كرسحتوني بالفراش؟ أنا شو خاطيي، ربّيت عيلي من 12 ولد بالعذاب والصلاة والمثابرة تا كبروا، أنا مش عم بفرض إرادتي عليكن ولكن إذا بدكن تشفوني إشفوني أو موّتوني متل ما بدكن أنا راضيي”!
وفي الساعة الحادية عشرة ليلاً، رأت في المنام شعاع نور يدخل غرفتها، وراهبين يتوجّهان نحو سريرها. فاقترب منّها أحدهما، وكشف قميص النوم عن عنقها ليضع يده عليها، قائلا: “جايي أعملِّك عمليّي…نعم لازمك عمليّي، وأنا الأب شربل جايي أعملّك ياها”. وهكذا بدأت مسيرة الشامي التي شفيت مع القديس.
الشامي: “بالايمان كل شي بيصير”
ماذا تقول الشامي لموقعنا بعد ثلاثة وعشرين عاما على الشفاء وايام من عيد القديس شربل وعشية الثاني والعشرين من تموز الذي يصادف غدا الجمعة ؟
“بالايمان كل شي بيصير” بهذه العبارة تلخّص الشامي كل حديثها وتقول: “الصلاة امر مهمّ جدا وعندما يصلّي الانسان من كل قلبه ان الله سميع مجيب” مستشهدة بما عاشته:”كنت مفلوجة وتعذّبت كتير والحمدالله، الله افتقدني بشفاعة القديس شربل ومريم العدرا وانعم عليي بهالنعمة وقِمنا بقدرة الله ويسوع المسيح وبطلب هالنعمة لكل بيت وبصلّي لكل انسان بعيد عن طريق الرّب تيرجع للطريق الصحيح ويقرب من الله “.
واذ شددت الشامي على ان الله لا يترك أحدا وهو دائما يرعانا ويرافقنا، تحدثت عن علاقتها المميّزة بالقديس شربل:”كل واحد وعشرين من الشهر يحدّثني في الحلم ويقول لي انني علامة على الارض لاكون شاهدة للحبّ الالهي والله اختارني ووضع نعمة كبيرة بين يديّ لا يجب ان اتركها ومار شربل هو مرشدي الأوّل والأخير”.
“لا خوف على لبنان”
ولفتت الى ان القديس شربل يركّز دائما على قدرة الله وعمله في الانسان مؤكدة ضرورة ان يعود الشعب الى الصلاة والايمان وان يعود الى طريق الله.
واشارت الى ان عدد المؤمنين الذين يتوافدون الى عنايا لاسيما كل ثاني وعشرين من الشهر في ازدياد مستمرّ وقالت:”ان الله هو من يجذب المؤمنين وليس انا من يدعوهم الى الحضور انما الايمان هو محرّكهم”.
“لا خوف على لبنان” لا ينفكّ القديس شربل يؤكّد لنهاد الشامي و”على الشعب ان يحبّ بعضه بعضا ونصلّي على نيّة المسؤولين كي يغسل الله قلوبهم من الحقد” تبقى كلمتها الأخيرة ويبقى القديس شربل كما جميع قديسي الكنيسة المثال لكل مؤمن بأن القداسة ليست حكرا على ناسك او زاهد انما هي نعمة اعطيت لكل انسان عاش بحريته الاتحاد بالله انطلاقا من هنا.
أنطوان أنطون
موقع الكتائب