بعد تهديدات ما يسمى “لواء أحرار السّنة– بعلبك” بتوكيل مجموعة خاصة من “المجاهدين الأحرار” لتطهير إمارة البقاع الإسلامية بشكل خاص ولبنان بشكل عام من كنائس الشرك وإيقاف قرع أجراسها ، اعتقد هؤلاء ومَن يديرهم في الداخل والخارج بأن مسيحيّي تلك المناطق سيخضعون لترهيبهم او سيتخلّون عن القيام بواجياتهم الدينية خصوصاً صباح يوم الاحد، لكن ووسط الشكوك الكثيرة حول حقيقة مَن يقف وراء هؤلاء، وبعد ورود معلومات على لسان نواب ووزراء بأن اللواء المذكور من صنيعة حزب الله ومخابرات النظام السوري، وبأن اغلبية اهل السّنة يرفضون هذا المنطق الجاهلي الذي يتحدث به التكفيريون، لذا يبرز البحث في هذا الاطار عن المستفيد الاول من هذه التهديدات بهدف خلق فتنة مسيحية – سّنية، اي بين المتحالفين ضد حزب الله والنظام السوري، وبالتالي للاشادة بما يقوم به حزب الله في سوريا من خلال مشاركته في القتال هناك منذ بدء المعارك.
لكن وعلى خط آخر، لا بدّ من أخذ هذه التهديدات على محمل الجّد لان مَن يريد حقاً إفتعال هذه الفتنة بالتأكيد سيُنفذ مخططّها، وهذه المرة اتت التهديدات بضرب الكنائس اي رمز المسيحيين على غرار ما يجري في العراق وما جرى في سوريا ومصر وغيرها من الدول العربية، وكأن الرسالة اليوم تشير الى ان دور لبنان قد جاء من خلال إستهداف الحلقة الاضعف بنظرهم، اي البلدات البقاعية المسيحية المحاذية لعرسال وجرودها الوعرة حيث يختبئ هؤلاء.
في هذا الاطار تحدث عدد من اهالي بلدة رأس بعلبك لموقعنا، فاشاروا الى ان البلدة لطالما عاشت تهديدات من قبل كل من داس ارض لبنان بطريقة غير شرعية، لكنها لم ولن تحني رأسها لأحد، وايمانها كبير بأبنائها وبفوج المجوقل في الجيش اللبناني الذي يسيّر دوريات في ارجائها منعاً لأي تعّد عليها، فضلاً عن تواجد ابناء البلدة وقيامهم بنوع يشبه الحراسة الذاتية لطمأنة الاهالي اكثر، لافتين الى ان هذا التدبير الاحترازي قائم ايضاً في بلدتيّ القاع والجديدة ، وتقول احدى السيدات من رأس بعلبك:” يوم امس الاحد كان لافتاً حضور المؤمنين في الكنائس، اذ كانت تعّج بهم من كل الجوار وكأن هذا الحضور اللافت جاء رداً على تهديداتهم، لذا نقول لهم :”لا نخاف منكم لان ايماننا اقوى من الصخور ومّن معه المسيح لا يخاف من احد خصوصاً من المجرمين، لقد تربينا على محبة جيراننا في البلدات السّنية المجاورة، ولا احد يستطيع التفرقة في ما بيننا، بالتأكيد هم غرباء عن محيطنا وقد يكونون وهماً، لكن لا يجب الاستهانة بهم خوفاً من ان ينفّذوا اهدافهم لانهم يريدون توريط غيرهم”، ولفتت الى انهم عملوا مراراً كي لا تنقل تداعيات الحرب الدائرة في سوريا الى بلداتهم، وبالتالي إنتقال نيران الاقتتال السنّي – الشيعي، وهو خوف تنامى بعد أحاديث عن وجود قوى إسلامية متشدّدة في المقلب الآخر من الحدود تتوعّد بالردّ على تدخّل حزب الله في الصراع السوري ونقل القتال الى الداخل اللبناني، لكن لن نسمح لأحد ان يدخل الى قريتنا ويفجّر كنائسنا مهما كانت التضحيات، فنحن ابناء البقاع اي مَن يتحلى بالقوة والشجاعة والصمود ومهما قاسى الزمن علينا لن نخضع إلا لله …
صونيا رزق