في الرابع عشر من ايلول، يحتفل مسيحيّو العالم بعيد ارتفاع الصليب ، الذي يرمز الى انتصار السيّد المسيح بقيامته، والى تكريم الصليب المقدس الذي يعني علامة الغلبة والافتخار بعد أن غلب به السيّد المسيح الموت…
هذا العيد المميّز الذي يعّم مختلف المناطق في لبنان والشرق، كانت له نكهة مميّزة هذا العام في بلدة معلولا السورية الجريحة، التي عانت العذاب جراء تدنيسها من قبل الارهابييّن، إلا انها اليوم عادت لتحتفل بذكرى هذا الحدث العظيم كما في كل عام، لان هنالك من يؤكد بأن قمة جبل معلولا كانت احدى القمم التي اشعلت عليها نار الاعلان عن العثور على خشبة الصليب المقدس، اي الدليل على هوية المسيحي الحقيقي الذي يتحدى كل الصعاب، ويتخطى كل الحواجز لأن إيمانه مرتبط بصليب الاله …
الى ذلك، افيد بأن اهالي معلولا الجريحة إحتفلوا برفع الصليب على الجبل الغربي والشرقي ضمن البلدة، واقاموا القداديس بحضور المئات، واعقب ذلك مسيرة شعبية إتجهت نحوقمة الجبل تحمل الصلبان، منشدةَ التراتيل باللغة الارامية لغة السيّد المسيح، وترافقَ ذلك مع إضاءة للشموع على الجبال والطرقات المؤدية الى الجبل المذكور.
وهذا يعني ان معلولا التي تعبق بطيف السّيد المسيح ، والتي قاومت من اجل إنطلاق المسيحية بعد ان اكسبتها القديسة تقلا شهرة دينية عالمية، عادت اليوم الى تقالديها وعاداتها لمناسبة هذا العيد، مما يؤكد على مدى قدسيتها كيف لا وهي التي تنطق لغة المسيح، وتجمع في ارجائها الاديرة والكنائس، اي انها إنتفضت لكل ما حصل على ارضها من تدنيس على ايدي الارهابيّين، الذين عاثوا فساداً في بلدة القداسة تحت خطابات دينية فاسدة .
وكانت قد إحتفلت في حزيران الماضي بوضع تمثال جديد للسيدة العذراء، بدل ذلك الذي دُمّرقبل سنتين، وتم تركيب التمثال الذي يزن نحو 150 كيلوغراما على القاعدة القديمة للتمثال السابق، الذي كان يعلو احدى قمم البلدة بالقرب من دير ما سركيس الاثري.
وسط هذين المشهدين، لا بدّ من التذكير بأن الرأي العام الدولي شاهد الاعتداءات على البلدة، وإعدام المدنيّين والاطفال بسبب إنتمائهم الديني، كما شاهد الاعتداءات المتكررة على دور العبادة والكنائس والأديرة والمزارات، من دون ان يُحرّك ساكناً، لكن هي وحدها إنتفضت لانها حملت الصليب، الذي من خلاله دائماً ننتصر بالحق…
المصدر: Kataeb.org
الكاتب: صونيا رزق