في ذلك الزَّمان: قال يسوع للجموع: «بِمنَ أُشَبِّهُ هذا الجِيل؟ يُشبِهُ أَولادًا قاعِدين في السَّاحاتِ يَصيحونَ بِأَصْحابِهِم:
«زَمَّرْنا لَكم فلَم تَرقُصوا نَدَبْنا لَكم فلَم تَضرِبوا صُدورَكم».
جاءَ يُوحنَّا لا يَأكُلُ و لا يَشرَب فقالوا: لقَد جُنَّ.
جاءَ ابنُ الإنسان يأكُل و يشرَب فَقالوا: هُوَذا رَجُلٌ أَكولٌ شِرِّيبٌ لِلْخَمْرِ صَدِيقٌ للعَشّارين والخاطِئين. إِلاَّ أَنَّ الحِكمَةَ زَكَّتْها أَعمالُها».
*
يكتب بليز باسكال أن “هناك ما يكفي من الظلام لمن لا يريد أن يؤمن، وما يكفي من النور لمن يريد أن يؤمن”. أليس هذا فحوى تأنيب يسوع لسامعيه؟ “بِمنَ أُشَبِّهُ هذا الجِيل؟ يُشبِهُ أَولادًا قاعِدين في السَّاحاتِ يَصيحونَ بِأَصْحابِهِم: زَمَّرْنا لَكم فلَم تَرقُصوا نَدَبْنا لَكم فلَم تَضرِبوا صُدورَكم”.
من السهل أن نقضي حياتنا في الانتقاد. الانتقاد يبقينا في الساحة، في وهم المحور، بينما الحياة هي مسير وراء رب الحياة.
مشكلة “النقّاد” أنه يعرف أن يجد إبرة في بيدر قمح، ولكنه لا يعرف أن يميّز حضور الله. وبينما يغرق في بحر من الانتقادات والتحاليل، تمر الحياة أمامه وهو لا يعرف أن يضع خياراته قيد الانتقاد… بل يعرف أن ينتقد كل شيء، إلا الشخص الوحيد الواجب إنتقاده: ذاته!
زينيت