«لقاء روما يحمّل جميع اللبنانيين مسؤولية الإنقاذ، ولا احد يستطيع مساعدتنا إذا لم نساعد انفسنا»، هذا ما أكّده رئيس جمعية «لابورا» الأب طوني خضرا، مؤكّداً «أنّ السياسيين اللبنانيين فشلوا في إيجاد الحلول الإنقاذية للبلد»، ومعتبراً «أنّ دعوة قداسة البابا للمرجعيات الروحية إلى اللقاء للصلاة والتشاور من أجل لبنان، تعكس أهمية لبنان ووجوده على الخريطة الدولية، ويحمّل اللبنانيين، سياسيين وكنيسة وشعباً، المسؤولية للخروج من الوضع الراهن»، لافتاً الى انّ اللقاء «سيكون محطة مهمة وانطلاقة أساسية للخروج من الأزمات. ولكنه ليس سوى البداية، ولا ينبغي ايهام اللبنانيين بكثير بعد».
عن إيجابيات هذا المؤتمر يقول خضرا لـ«الجمهورية»: «الإيجابية الاولى هي في الشكل. إذ يكفي ان تستقبل روما رؤساء الطوائف المسيحيّة الـ 13 في لبنان، لجمعهم والتفكير معاً في الحلول. صحيح انّهم يجتمعون في لبنان، الّا انّهم يجتمعون للبحث في الامور الادارية وليس لقضايا اساسية مثلما هو مطروح في روما…»
أما الإيجابية الثانية، يقول خضرا، «فهي صدقية الفاتيكان في العالم. بمعنى انّ انظار العالم ستتجّه في الأول من تموز الى المشهد الفاتيكاني الذي سيجمع رؤساء الكنائس المسيحيّة الـ 13 لمعالجة الوضع اللبناني، وهو مشهد بأهميته بالنسبة الى لبنان سيغدو مهماً بالنسبة الى العالم، لما ستضفي عليه حاضرة الفاتيكان من صدقية واهتمام. كذلك بالنسبة للبنان، فإنّ الاول من تموز سيعكس صورة التنوع والإجماع وليس صورة الشرذمة والتفرقة، فتكون الصورة في الفاتيكان معاكسة للواقع الذي يعيشه اللبنانيون في وطنهم».
اما عن مضمون اللقاء فيلفت خضرا الى انّه «عبارة عن تشاور وتحاور وصلاة. وان ليس هناك من ملفات محضّرة مسبقاً. ومن المهم عدم تقديم الوعود الى اللبنانيين او إيهامهم او تعظيم الامور اكثر مما هي بكل بساطة، لكي لا يصابوا بالإحباط، لأنّه يكفي شعب لبنان احباطاً». مؤكّداً انّ اللقاء «هو لقاء تشاور عن وضع لبنان ومن اجله فقط وصورة المسيحيين فيه ليبقوا الملح والخميرة…اما عملياً، فمن الافضل انتظار حصول اللقاء للتعليق بعده على المضمون، ولا يمكن استباقه او تحديد الى اين يمكن ان نصل، ونحاول من جهة اخرى تقديم آراءنا للمسؤولين الروحيين في حال سُئلوا لإيصال افكارنا… وفي المقابل نحن نترقب ونحبّذ ونبارك هذا اللقاء وهذا الإجماع المسيحي الايجابي، ونصلّي ليلهمهم الرب الخير، ونترك التعليق لما بعد اللقاء».