التقى البابا فرنسيس في قاعة البابا بولس السادس بالفاتيكان أعضاء منظمة “أطباء مع أفريقيا ـ كوام” المعنية بتنشئة وتأهيل طلاب الطب الراغبين في القيام بعمل تطوعي في البلدان النامية. وجه البابا لضيوفه خطابا استهله مرحبا بهم ومعربا عن سروره الكبير للقائهم في الفاتيكان ومثنيا على النشاط الذي يقومون به لصالح الشعوب الأفريقية، وشكرهم على ما يفعلونه دفاعا عن أحد الحقوق الأساسية للكائن البشري ألا وهو الحق في الصحة لأن الصحة حق جوهري للإنسان وليست امتيازا على الإطلاق.
هذا ثم لفت البابا إلى أن الحق في الصحة غالبا ما يُحرم منه الأشخاص في أنحاء عدة من العالم وفي العديد من المناطق الأفريقية حيث ما تزال الطبابة امتيازا تتمتع به قلقة قليلة من الأشخاص الميسورين. كما أن الفقراء يُحرمون من خدمات المستشفيات، حتى تلك الأساسية منها. من هنا يكتسب أهمية كبيرة النشاط الذي تقوم به هذه المنظمة التي اختارت العمل وسط أفقر فقراء القارة السوداء، لاسيما في البلدان الأفريقية ما دون الصحراء. واعتبر البابا أن الرب يُرسل هؤلاء المتطوعين ليعملوا في تلك البقاع على غرار السامري الصالح، ولفت إلى أن الباب الذي يعبرونه من أجل دخول العالم الثالث هو الباب المقدس بالنسبة لهم.
بعدها ذكّر البابا بأن العديد من النساء الأفريقيات يمتن خلال التوليد كما أن أطفالا كثيرين لا يتخطون شهرهم الأول بسبب سوء التغذية والأمراض. وأشار إلى أن نشاطهم يشكل تعبيرا عن الكنيسة التي تنحني على الأشخاص الأشد ضعفا وتعتني بهم. هذا ثم تطرق البابا إلى تاريخ هذه المنظمة التي بدأت العمل لستين سنة خلت إلى جانب أفقر الفقراء في أوغندا، تنزانيا، موزنبيق، أثيوبيا، أنغولا، السودان وسيراليون. وأكد أن المتطوعين هم أطباء “مع” أفريقيا وليسوا أطباءً “من أجل” أفريقيا، بالتالي فإنهم مدعوون إلى إشراك الشعوب الأفريقية في عملية النمو والسير إلى جانبها ومقاسمة أفراحها وأتراحها، لافتا إلى أن الشعوب هي أول من تصنع نموها الخاص.
لم تخل كلمة البابا من الإشارة إلى التحديات اليومية التي تواجه هؤلاء الأطباء وحثهم على الاقتداء بمثل مؤسس المنظمة الدكتور فرنشيسكو كانوفا والكاهن لويجي ماتزوكاتو الذي كان مديرا لها طيلة ثلاثة وخمسين عاما ووافته المنية في السادس والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر الماضي عن عمر ثمانية وثمانين عاما. وأكد البابا فرنسيس في ختام كلمته إلى أعضاء منظمة “أطباء مع أفريقيا ـ كوام” أن هؤلاء الأشخاص يقومون بنشاطهم بشجاعة ويعكسون وجه الكنيسة التي ليست عيادة للشخصيات الهامة بل إنها أشبه بمستشفى ميداني. هذا ثم منح البابا ضيوفه وعائلاتهم بركاته الرسولي وسألهم أن يصلوا من أجله.
إذاعة الفاتيكان
الوسوم :خطاب البابا إلى أعضاء منظمة "أطباء مع أفريقيا ـ كوام"