وجه البابا لضيوفه خطابا استهله مرحبا بهم ومعربا عن سروره للقائهم في الفاتيكان لمناسبة انعقاد جمعيتهم السنوية في بلدة فراسكاتي الإيطالية القريبة من روما. وتوقف بعدها عند موضوع هذا الاجتماع الذي يتمحور حول الحرية الدينية وحرية الضمير، لافتا إلى أنه موضوع آني وبالغ الأهمية في الوقت نفسه. وذكر فرنسيس بأن المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني خصص إحدى أهم وثائقه ليتناول هذا الموضوع وهي الإعلان الذي يحمل اسم “الكرامة البشرية” والذي صدر في السابع من كانون الأول ديسمبر من العام 1965. وأشار البابا إلى أن آباء المجمع عبروا عن قلقهم حيال السياسات التي تنتهجها أنظمة، تعترف دساتيرها بالحرية الدينية، لكنها تفرض قيوداً تعيق ممارسة الشعائر الدينية وتجعل حياة المؤمنين صعبة.
ولم تخلُ كلمة البابا من الإشارة إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها المسيحيون في عالم اليوم وهذا الأمر ينطبق أيضا على أتباع الأقليات الدينية التي تعاني جراء تنامي الأصولية والتطرف. كما أن انعدام التسامح ولّد أوضاعا من التمييز والمضايقات والاضطهاد التي غالبا ما تغض السلطات الطرف عنها. واعتبر البابا في هذا السياق أن الحرية الدينية وحرية الضمير تواجهان اليوم أيديولوجيتين متناقضتين لكنهما خطيرتان: النسبية العلمانية والراديكالية الدينية. وحذّر فرنسيس من مغبة السعي إلى محاربة التطرف وانعدام التسامح من خلال إجراءات تتميّز هي أيضا بالتطرف وانعدام التسامح. ولفت إلى أن المسيحيين يدركون أن رسالتهم في هذا العالم تتطلب منهم أن يكونوا ملحاً ونورا وخميرة في العالم، مذكرا بأن الأشخاص الملتزمين في الحقل السياسي، شأن المشرعين الكاثوليك، مدعوون إلى وضع أنفسهم في خدمة الخير العام وتقديم إسهامهم لصالح الحرية الدينية. وشدد أيضا على أن السياسي الكاثوليكي مدعو لأن يكون شاهداً متواضعا ومقداماً، وعليه أن يقترح مشاريع قوانين تتماشى مع النظرة المسيحية حيال الإنسان والمجتمع، باحثا على الدوام عن التعاون مع جميع الأشخاص الذين يتقاسمون هذه النظرة. ختاما حثّ البابا ضيوفه على متابعة نشاطهم بشجاعة سائلا الله أن يباركهم.
اذاعة الفاتيكان