استقبل البابا فرنسيس في الفاتيكان المشاركين في مسيرة الموعوظين الجدد. ووجه لضيوفه خطابا استهله مشيرا إلى أنهم قبلوا الدعوة إلى الكرازة بالإنجيل، ورفع الشكر للرب على هذه العطية، عطية مسيرة الموعوظين الجدد وعلى المواهب التي منحها لكل واحد منهم. وتوقف البابا بعدها عند ثلاث كلمات يقترحها علينا الإنجيل: وحدة، مجد وعالم.
فيما يتعلق بالوحدة ذكّر البابا فرنسيس بأن الرب يسوع صلى إلى الآب كيما يكون تلاميذه كاملين بالوحدة، لأنه يريد أن يصبحوا كلهم شيئا واحدا تماما كما أنه والآب واحد. وكان هذا آخر طلب للمسيح قبل آلامه، أي أن تكون هناك شركة داخل الكنيسة. ولفت البابا إلى أن عدو الله والإنسان، أي إبليس، يمكن أن يلحق الضرر الكبير بالكنيسة من خلال إخضاع بشريتنا للتجربة. فيولّد لدى الإنسان الغرور والانغلاق والانقسامات، فيحملنا على الاعتقاد بأننا أفضل من الآخرين.
وتوجه البابا إلى ضيوفه مذكرا بأنهم حصلوا على مواهب كبيرة وكل موهبة هي نعمة من الله تساهم في توطيد علاقات الشركة. بيد أن هذه المواهب يمكن أن تتراجع وتنحسر عندما ينغلق الإنسان على نفسه أو يسعى إلى تمييز نفسه عن الآخرين. لذا من الأهمية بمكان أن يسير المؤمن في درب الوحدة الوضيعة والمطيعة، كيما يواصل الروح القدس عمله فينا. ولا بد من تحقيق الوحدة مع الآخرين وإطاعة الكنيسة.
هذا ثم أشار البابا إلى أن المؤمن وبعد حصوله على سر العماد لا يعيش كفرد منعزل بل يتحول إلى شخص يعيش في علاقة شركة مع الآخرين، وهو مدعو أيضا إلى العمل من أجل بناء هذه الشركة في العالم. وأكد أن خصوبة المؤمن يُعبّر عنها من خلال رسالة الرعاة وتحت قيادتهم، مشبها الروح القدس بالمياه التي تروي النبات لكن النبتة تعيش وتنمو عندما تحصل على الكمية الكافية من المياه ويتم الاعتناء بها.
بعدها انتقل البابا إلى الحديث عن الكلمة الثانية ألا وهي مجد. وقال إن يسوع وقبل آلامه أعلن أنه سيُمجد على الصليب، حيث سيظهر مجده. لكن هذا المجد ـ تابع البابا يقول ـ هو مجد جديد يختلف عن مجد العالم، الذي يتجلى عندما يكون الشخص هاما ومحبوبا وناجحا وثريا. بيد أن مجد الله تجلى على الصليب، إنه المحبة التي تشع وتنتشر بعيدا عن الأضواء والتصفيق وهذا المجد يجعل الإنجيل خصبا. والكنيسة تصير بدورها خصبة عندما تقتدي بمحبة الله الرحومة.
أما الكلمة الثالثة والأخيرة فهي: عالم. وأكد البابا فرنسيس في هذا السياق أن الله أحب العالم حتى أرسل يسوع، مضيفا أن الله لا يحب الأمور الدنيوية، بل يكرهها، إنه يحب العالم الذي خلقه، يحب أبناءه حتى إذا كانوا بعيدين عنه. وتوجه البابا إلى ضيوفه حاثا إياهم على أن يعكسوا نظرة الآب الحنونة ويتعرفوا على بذور النعمة التي نشرها الروح القدس. ومن هذا المنطلق ـ ختم البابا قائلا ـ لا بد من إعلان البشرى السارة كي لا يتحول الإيمان إلى عقيدة باردة وبلا حياة. هذا ثم شجع الجميع على متابعة نشاطهم وتوجه إليهم بالشكر باسمه وباسم الكنيسة كلها على العمل الذي يقومون به.
إذاعة الفاتيكان