التقى البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان أعضاء حركة “العمل الكاثوليكي” الإيطالية. وألقى البابا خطابا للمناسبة عبر في مستهله عن سروره للقاء أعضاء هذه الحركة الكاثوليكية في الذكرى السنوية المائة والخمسين لتأسيسها عندما أبصرت النور نتيجة حلم راود الشابين ماريو فاني وجوفانّي أكوادرني. ولفت البابا إلى أن تاريخ حركة “العمل الكاثوليكي” تاريخ جميل وهام في الآن معاً والكنيسة تشكر الله عليه، إنه تاريخ يتألق من رجال ونساء من كل الأعمار والظروف الاجتماعية راهنوا على عيش اللقاء مع الرب وأعلنوا من خلال حياتهم جمال محبة الله وساهموا في بناء مجتمع أكثر عدلاً وأخوّة وتضامنا. وذكّر البابا بأن والده وجدته كانا ينتميان إلى هذه الحركة!
وعلى الرغم هذا التاريخ المميّز ـ مضى البابا إلى القول ـ ينبغي ألا توجّه الأنظار إلى الماضي بل يجب أن ننظر إلى المستقبل ونسعى إلى مساعدة الأشخاص على النمو إنسانيا وإيمانياً ومقاسمة رحمة الله معهم. هذا ثم شجع البابا الحاضرين على أن يكونوا تلاميذ ومرسلين يعيشون ويشهدون للفرح الناتج عن محبة الله لنا. وأكد أن هذا ما علمنا إياه القديسون الذين خطوا مسيرة هذه الحركة ومن بينهم جوزيبيه تونيولو، أرميدا باريلّي، بيرجورجيو فراسّاتي وغيرهم.
بعدها أكد البابا أن حركة العمل الكاثوليكي الإيطالية تميّزت خلال السنوات المائة والخمسين الماضية بمحبتها للرب وللكنيسة، واعتبر أن أعضاء الحركة مدعوون اليوم إلى خدمة أبرشياتهم بالتعاون مع الأساقفة والرعايا لافتا إلى أن شعب الله يستفيد من تفاني هذه الحركة وعيشها بتناغم مع الكنيسة المحلية والكنيسة الجامعة. وحثّ البابا في هذا السياق أعضاء الحركة على متابعة خبرتهم الرسولية متجذرين في الرعية التي هي الفسحة حيث يرافَق الأشخاص إنسانيا وروحيا وينمون بالإيمان والمحبة تجاه الخليقة والأخوة. وهذا الأمر يتحقق عندما لا تنغلق الرعية على ذاتها ولا تنغلق حركة العمل الكاثوليكي على ذاتها وتسعى إلى مساعدة الرعية على البقاء على تواصل مع العائلات وحياة الشعب.
هذا ثم شجع البابا فرنسيس أعضاء الحركة على تحمّل مسوؤلية زرع بذور الإنجيل في حياة العالم من خلال خدمة المحبة والالتزام السياسي والشغف التربوي والمشاركة في الحوارات الثقافية. وطالب من الحاضرين في الساحة الفاتيكانية أن يوسّعوا نطاق قلبهم كي يوسّع نطاق قلب الرعايا، حاثا إياهم على البقاء منفتحين على الواقع الذي يحيط بهم، باحثين عن الحوار مع الآخرين ومع من يختلف عنا ويرغب في بناء السلام والعدالة والأخوة. وأكد البابا في الختام أن السلام يُبنى من خلال الحوار والاعتناء بالآخر، وسأل أعضاء حركة “العمل الكاثوليكي” الإيطالية أن يتوجهوا إلى الضواحي ليكونوا فيها قوة الكنيسة وقوة الروح القدس.
إذاعة الفاتيكان