وجه البابا لضيوفه كلمة استهلها مرحبا بهم ومعربا عن سروره للقائهم خاصا بالذكر المنتسبين إلى هذه الحركة والمتطوعين، وأعرب عن امتنانه الكبير للشهادة التي يقدمها جيش الخلاص ولنشاطه لصالح الفقراء في مختلف أنحاء العالم. وقال إن هذا النشاط يجعل من جيش الخلاص علامة واضحة وذات مصداقية للمحبة الإنجيلية، في إطار الطاعة لوصية الرب لتلاميذه أن يحبوا بعضهم بعضا كما أحبهم هو، وهكذا يعلم العالم أنهم تلاميذه.
بعدها عاد البابا بالذاكرة إلى سنوات طفولته لافتا إلى أنه بفضل نشاط “جيش الخلاص” تلقى أول درس بالمسكونية من جدّته وأشار إلى أن مثال الخدمة المتواضعة التي تقدّمه الحركة لصالح الفقراء من الأخوة والأخوات يتحدث ببلاغة وأفضل من أي كلمة. وقال فرنسيس إنه يتذكر اللقاء الذي جمعه بالرئيس السابق لجيش الخلاص لخمس سنوات خلت وقد أكد أن القداسة تتخطى الحدود المذهبية والطائفية. وشدد البابا على أن القداسة التي يُعبر عنها من خلال أعمال الطيبة والتضامن والشفاء الملموسة، تحاكي القلبَ وتُظهر أصالة كوننا تلامذة للرب. ورأى فرنسيس أن الكنيسة الكاثوليكية وجيش الخلاص قادران على العمل معاً في إطار الاحترام المتبادل.
هذا ثم أكد البابا أن هذه الشهادة المشتركة هي شبيهة بالخميرة التي “أخذتها امرأة، فجعلتها في ثلاثة مكاييل من الدقيق حتى اختمرت كلها”. ولفت إلى أن المحبة المجانية التي تُلهم أعمال الخدمة حيال الفقراء، ليست خميرة وحسب، لكنها أيضا الرائحة الطيبة للخبز الطازج. إنها تجتذب الأشخاص وتُقنعهم، كما أن الشبان – بنوع خاص – بحاجة لأن يشتمّوا هذه الرائحة، لأنه غالباً ما لا توجد في خبراتهم اليومية. وشدد فرنسيس على أنه في عالمنا الذي تطغى عليه الأنانيات والانقسامات، نحن بحاجة إلى طعم المحبة غير المشروطة لأنه الترياق ولكونه يفتح الطريق أمام المعنى المتسامي لوجودنا.
ختاماً قال البابا إنه بصفته أسقف روما يود أن يوجّه كلمة شكر إلى جيش الخلاص على النشاط الذي يقوم به في روما لصالح الأشخاص المشردين والمهمشين. وقال إنه مطّلع على التزام ضيوفه في مجال محاربة الاتجار بالبشر وأشكال أخرى من العبودية المعاصرة، سائلا الله أن يبارك نشاطهم هذا. ثم شكر فرنسيس رئيس حركة “جيش الخلاص” والوفد المرافق على هذه الزيارة متمنيا أن يستمر التعاون من أجل نشر محبة الله بواسطة أعمال المحبة والتضامن.
أخبار الفاتيكان