نسمع كثيراً هذه الأيام، عن تسريبات الهواتف سواء عن طريق الاستيلاء، أو السرقة، أو حتى نتيجة اهمال مالك الهاتف الذكي. لا ينتبه الكثيرون أنهم يحملون خزانة أسرارهم الشخصية بين يديهم، ليس فقط بسبب المحتوى المخزّن في هواتفهم الذكية، لكن أيضا بسبب الصلاحيات التي يمتلكها الهاتف، على البريد الشخصي، حسابات الشبكات الاجتماعية، وفي أحيان كثيرة على بطاقات الدفع الآلي.
أنت تحمل في جيبك، أو حقيبتك، خزانة أسرارك الإلكترونية، تنبّه جيدا لذلك، سواء كنت عاملاً، موظفاً، صحافياً، صاحب مهنة حرة، طالباً، أو ربّ منزل. هاتفك المحمول هو صحيفة حياتك…لا تنسى أبدا ذلك.
عندما تحتفظ بأموالك في البنك، أو في المنزل، لا أعتقد أنك تتركها بلا حماية، لا أعتقد أنك تذهب إلى البنك، وتطلب أموالك، فتعطى لك، بلا تدقيق في هويتك، أو طلب كلمة سر، أو التأكد من توقيعك الشخصي.
إن كنت تفعل ذلك، بحسابك الشخصي في البنك، الذي يحتفظ بأموالك، وفي بعض الحالات، ممتلكاتك الأخرى المادية، كسندات مالية، أو مجوهرات، أو حتى وثائق بيع، شراء، ميلاد، ملكية. كيف لا تفعل ذلك مع البوابة التي تلج إلى حياتك بشكل كامل.
مراسلاتك الشخصية على البريد الالكتروني، بيانات دخولك إلى الشبكات الاجتماعية، ورسائلك وتفضيلاتك عليها، رسائلك النصية القصيرة، محادثاتك الشخصية على البرامج المختلفة كـ «واتس آب» أو «تيليغرام» وغيرها. قد يعتقد البعض أن انشاء كلمة سر قوية، قد يحميهم من السرقة، أو عند وقوع الهاتف في اليد الخاطئة، سواء بسبب غفلة صاحب الهاتف، أو تربص آخرين له. لكن للأسف هذا ليس صحيحًا.
أي كلمة سر يمكن تجاوزها، وفي حالة السرقة، أو الاستيلاء المادي على الهاتف، لن يكون الأمر على درجة عالية من الصعوبة بوجود برمجيات كثيرة، واعتمادًا على خبرة السارق. بالتشفير، سنمنع الجميع من الولوج إلى هاتفك إلا بمفتاح تملكه انت.
ماذا يحدث عندما تشفر هاتفك؟ بعد الانتهاء من اجراءات التشفير، يقوم الهاتف بعمليتين أساسيتين مع كل فتح أو غلق له. فيقوم بتشفير كل الملفات الموجودة في الذاكرة الداخلية الهاتفية، ويجعلها غير قابلة للقراءة بالنسبة لأي شخص يحاول اختراق الهاتف، سواء كان عن طريق الانترنت أو عن طريق الاستيلاء.
هل هناك من مساوئ لذلك؟ العيب الأساسي هنا هو بطء الفتح والاغلاق، تستغرق تلك العملية مدة من الوقت لا تتعدى أجزاء من الثانية بالنسبة للهواتف الذكية الحديثة، ويمكن أن تصل إلى 5 ثوان أو تزيد قليلا بالنسبة للهواتف الذكية القديمة. تتحكم بذلك عوامل عدة أهمها مساحة الذاكرة الداخلية للهاتف، وحجم التطبيقات الموجودة على الجهاز، بملفاتها الاحتياطية.
عليك أن تتذكر أن عملية التشفير هي عملية من اتجاه واحد، لا يمكن التراجع عنها في حالة فقدان كلمة السر المستخدمة لفك التشفير. سيتعين عليك في هذه الحالة، أن تعيد الهاتف لضبط المصنع، فتفقد كل البيانات المخزنة عليه. لذا عليك اختيار كلمة مرور قوية، وفي الوقت نفسه أن تكون سهلة التذكر بالنسبة لك.
خطوات التشفير
ملحوظة مهمة: قبل أن تبدأ، لا بد أن يكون هاتفك متصلاً بشاحن الكهرباء، حتى وإن كانت البطارية ممتلئة.
لن يقبل الهاتف أن يبدأ عملية التشفير، إن كان الشحن أقل من 80 في المئة وغير متصل بالكهرباء.
الخطوة الأولى: من اعدادات settings -�حماية(security) -� تختار كلمة سر لهاتفك Pin
الخطوة الثانية: من settings -�حماية(security) -� تختار تشفير (protect encrypted data)
ستدخل كلمة السر التي اخترتها منذ قليل، ستظهر لك شاشة أخرى، تخبرك بما سيجرى، في نهايتها ستجد زر تفعيل التشفير، اضغط عليه ويبدأ التشفير
يمكن أن تستغرق العملية أكثر من ساعة.
ملحوظة أخيرة: يمكن أن يطلب منك كلمة السر Pin قبل أو بعد ضغط زر التشفير، حسب نوع الهاتف.
مالك مصطفى
السفير