احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي في منطقة البترون، بأحد الشعانين وأقيمت الزياحات وسط أغصان النخل والزيتون، وعمت القداديس كنائس وأديار المنطقة بمشاركة حشود من المؤمنين وألقيت عظات دعت الى عيش المحبة والتواضع.
وترأس راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله قداس العيد في كنيسة سيدة الانتقال في تنورين الفوقا، عاونه فيه خادم الرعية الخوري بيار طانيوس والأب جاك نقولا والخوري ريمون باسيل في حضور حشد من المؤمنين.
وألقى خيرالله عظة قال فيها: “نحتفل اليوم بأحد الشعانين، أحد دخول المسيح الى اورشليم بالمجد والانتصار. ما لم يفهمه الناس عند دخوا المسيح إلى اورشليم هو أن يسوع ليس ملكا بشريا مثل كل ملوك الارض، لم يدخل على أورشليم بهدف الانتصار على الرومان او على المحتلين، ولا ليشن حربا او ليخدم حربا. يسوع ملك السلام، وحتى تلاميذه والرسل لم يفهموا هذا المعنى وظلوا منتظرين وصول ملك لكي يحررهم ويحرر ارضهم وشعبهم ويصنع مملكة لاسرائيل. لكنهم فهموا بعد قيامته، سر الله الذي صار انسانا وقبل ان يدخل في احد الشعانين، أحد المجد، يدخل في اسبوع آلامه ومسيرة الجلجلة حتى يصل الى الموت على الصليب في سبيل كل البشر ويعود وبقيامته ليعطي الحياة الابدية للجميع. هذا هو سر الله، الملك الذي يفتدي بذاته شعبه، هذه ليست سابقة في تاريخ البشر وهذا هو الجديد الذي اراد يسوع ادخاله في حياة شعبه وفي قلوبنا وفي قلوب كل البشر.”
وتابع: “نحن اليوم وفيما نحتفل معا بأحد الشعانين مع اطفالنا في هذه الرعية المباركة في تنورين بالذات، على قمة هذا الجبل في ارضنا المقدسة، نتساءل إن كنا نفهم ونعرف اهمية ومعنى دخول المسيح ونستقبله بمنطق البشر. نحن نؤمن ان المسيح ابن الله يدخل اليوم بالمجد في قلوبنا وفي شعبنا واطفالنا وعائلاتنا وعلى أرضنا، يدخل كمخلص الهي سيفتدينا بموته وقيامته. هذا هو الايمان الذي أعلنه آباؤنا وأجدادنا على مدى مئات السنوات، الذي اعلنه اطفالنا وشبيبتنا وكبارنا، ونحن اليوم نعلن هذا الايمان، نستقبل المسيح بالفرح والمجد فنعرف اننا ابتداء من هذه الليلة سنسير معه، مسيرة الجلجلة وحمل الصليب حتى الموت، حتى القيامة. وإن سكتنا عن اعلان هذا الايمان، فكل حبة تراب من ارضنا سوف تعلن موت وقيامة المسيح لأن هذه الارض مقدسة.”
وختم: “لا تخافوا نحن اقوياء، اقوياء بايماننا بالمسيح، اقوياء بايمان كنيستنا وبايمان شعبنا، بايمان اطفالنا. لا تخافوا سنبقى نعلن هذا الايمان الى الابد، الى ما أراد الرب الحاضر معنا، الى دهر الدهور، لا تخافوا.”
وطنية