ترأس راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله اللقاء العام لأعضاء اللجان العاملة في المجمع الأبرشي الذي عقد في جامعة العائلة المقدسة المارونيات في البترون في حضور أعضاء الأمانة العامة العامة للمجلس ومنسقي وأعضاء اللجان وذلك لتقييم العمل وتقديم الاقتراحات بعد مضي ثمانية اشهر على إطلاق المجمع.
واستهل اللقاء بكلمة المطران خيرالله، وقال فيها: “بعد مضي ثمانية أشهر على إطلاق أعمال المجمع الأبرشي، نلتقي اليوم لنجدد إلتزامنا بالسير معا في ورشة التجدد التي انطلقت في كنيستنا المارونية مع المجمع البطريركي الماروني (2003-2006)، وفي أبرشيتنا مع المجمع الأبرشي (تشرين الأول 2013)”.
وأشار الى أن “الهدف الأساس من عقد المجمع البطريركي الماروني هو أن تقوم كنيستنا المارونية بإصلاح أو تجديد على المستوى الروحي والشخصي والمؤسساتي بحيث يؤدي إلى مساحة كنسية دينامية وإلى كنيسة في حالة مسيرة مجمعية أو في ورشة تجدد مستمرة. والهدف هو نفسه من عقد مجمعنا الأبرشي”.
وتابع: “لقد اراد صاحب الغبطة والنيافة مار بشاره بطرس الراعي لمجمعنا كما للمجمع البطريركي الماروني أن يكون ربيع الكنيسة المارونية مثلما كان المجمع الفاتيكاني الثاني ربيع الكنيسة الكاثوليكية، على حد قول القديس البابا يوحنا بولس الثاني. والمجمع الفاتيكاني الثاني يقدم الإصلاح في الكنيسة أو التجدد الكنسي على أنه اصلاح مستمر للذات أولا أمانة ليسوع المسيح. ويدعو البابا بولس السادس إلى توسيع النداء للتجدد بقوله: لقد دقت الساعة للكنيسة كي تعمق وعي حالتها، وتتأمل في السر الذي هو سرها. من وعي الضمير هذا المستنير والفاعل تنجم رغبة عفوية في أن نقارن الوجه الحقيقي الذي تقدمه الكنيسة اليوم مع صورة الكنيسة المثالية، مثلما أرادها المسيح وأحبها. من هنا تتولد رغبة سخية، وكأنها على أحر من الجمر، في التجدد، أي في إصلاح العيوب التي يندد بها ويرفضها ذلك الضمير الفاحص ذاته على ضؤ المثال الذي تركه لنا المسيح. ويقول القديس البابا يوحنا بولس الثاني: كل تجدد في الكنيسة ينبغي أن يهدف إلى الرسالة لتحاشي السقوط في تجربة كنسية متقوقعة على ذاتها (إرشاد رسولي الكنيسة في أوقيانيا)”.
اضاف: “أما البابا بنديكتوس السادس عشر فيقول، إن تجدد الكنيسة يمر أيضا من خلال الشهادة التي يقدمها المؤمنون في حياتهم”. وقداسة البابا فرنسيس يقول في إرشاده الرسولي فرح الإنجيل: أتخيل اختيارا إرساليا في الكنيسة قادرا على تحويل كل شيء كي تصبح العادات والأنماط واللغات وكل بنية كنسية قناة صالحة لتبشير عالم اليوم بالإنجيل، أكثر من السعي لحمايته الذاتية. إن إصلاح البنى، الذي يفرض التحول الرعوي، يقضي بالعمل على أن تصبح كلها أكثر إرسالية (plus missionnaire)، وأن تهيء العملة الرعائيين فيكونوا في وضع انطلاق دائم أو خروج دائم، وأدعو كل مسيحي، في أي مكان ووضع كان، إلى أن يجدد اليوم بالذات لقاءه الشخصي بيسوع المسيح”.
وتابع المطران خيرالله: “أنا مقتنع كل الإقتناع إن أي تجدد أو إصلاح في كنيستنا البترونية لا ينطلق إلا بالعودة إلى الإنجيل واللقاء الشخصي بيسوع المسيح، وبالعودة إلى جذورنا الروحانية النسكية في وادي قنوبين وفي وادي جربتا وكفيفان وحردين وتنورين والمتجلية في آبائنا القديسين. والتجدد الذي ننشره في الأشخاص وفي المؤسسات لن يتحقق ما لم ينطلق من التجدد الروحي المرتكز على كلمة الله في الكتاب المقدس وعلى الصلاة والشهادة للمسيح في الحياة اليومية”.
وقال: “نحن في البترون مدعوون بشكل خاص إلى عيش هذا التجدد الروحي لأننا مؤتمنون على أبرشية مار يوحنا مارون، أبرشية القديسين، ومدعوون جميعا إلى القداسة. لذا اخترنا لمجمعنا الشعار الذي يعبر عن هذه الدعوة: على خطى مار يوحنا مارون – نتجدد ونتقدس بالمسيح. وانطلقنا في الورشة المجمعية. واردنا أن يكون مجمعنا مناسبة لفحص الضمير وفعل التوبة والصلاة واتخاذ المقاصد في سبيل إصلاح العيوب والقيام بالتجدد المطلوب”.
اضاف: “عملنا مع اللجنة المركزية والأمانة العامة على اختيار المواضيع وعلى تعيين اللجان. وعينا منسقا لكل لجنة يعمل مع عدد من الخبراء الأختصاصيين على معالجة الموضوع الموكل إليهم. ووضعنا التصميم وآلية العمل التي تقضي بأن تتحرك اللجان على خطين”.
وقال: “الخط الأول يتجلى على ثلاث مستويات:
أولا: تعمل كل لجنة على التعرف إلى النص الذي يعنيها في المجمع البطريركي الماروني وإلى التوصيات الواردة فيه.
ثانيا: تعمل كل لجنة على توصيف الواقع في الأبرشية.
ثالثا: تعمل كل لجنة، واستنادا إلى توصيات المجمع البطريركي الماروني وإلى خبرات المعنيين، على كتابة توصيات تناسب أبرشيتنا.
– أما الخط الثاني فيقضي بأن تعمل كل لجنة على تنظيم نشاطات هادفة ولقاءات وندوات واحتفالات تشجع على السير معا. وبما أن المجمع الأبرشي ليس وقفا على الإكليروس والإختصاصيين، بل هو مسيرة ومسؤولية مشتركة تعني جميع المعمدين الذين هم معا شركاء في عيش الأيمان وحمل بشارة الخلاص ورسالة الكنيسة”.
واعلن “اننا مدعوون جميعا إلى أن نسير معا، ونصلي معا، ونفكر معا! هذا هو المجمع، وإلى أن نعمل على تصميم ورشة التجدد في الرعايا والأديار والمؤسسات والمجالس واللجان والجمعيات الكنسية والهيئات الإجتماعية والمدنية”، داعيا “إلى أن نفتح أبوابنا للجميع، ونلتقي بالجميع، وخاصة البعيدين عن الكنيسة والذين لا ينخرطون في إطار العمل الكنسي والرعوي. إننا نعتبرهم في قلب الكنيسة المحلية، وأن نعير اهتماما خاصا بالشبيبة وبالعائلات”.
وختم: “هدفنا من هذه المسيرة أن نتجدد معا، وأن تكون كنيستنا المحلية، كنيسة المسيح في البترون، كنيسة الأبواب المشرعة كما يريدها السيد المسيح وكما يطلب قداسة البابا فرنسيس، كنيسة العنصرة، كنيسة خارجة من ذاتها ومن تقوقعها بفعل الروح القدس، ومنطلقة نحو الأقربين والأبعدين حاملة الإنجيل بفرح، كنيسة الأب الحنون الذي يترك أبوابه مشرعة لاستقبال الإبن الضال والإبن الأكبر، كنيسة نكون نحن فيها خداما للانجيل تشع حياتنا حماسا ونشهد أننا نلنا نحن أولا فرح المسيح”.
تقارير اللجان
بعد ذلك تمت تلاوة تقارير اللجان العاملة في المجمع الابرشي حول عملها واقتراحاتها وخطة العمل المحددة لكل لجنة.
أما اللجان العاملة في المجمع والتي قدمت تقارير حول عملها حتى الآن فهي: تقرير حول الكنيسة المارونية والارض، وتقارير اللجنة الليتورجية في المجمع الأبرشي، اللجنة الليتورجية، الحوار المسكوني، الليتورجية، تجدد الرهبان والراهبات، اللجنة الكهنوتية، لجنة العيلة، لجنة الاعلام، لجنة الشبيبة، لجنة راعوية المرأة، لجنة الحوار المسيحي ـ الاسلامي، لجنة الشأن التربوي، لجنة التعليم العالي، لجنة موضوع الشأن الاجتماعي ـ خدمة المحبة، لجنة الشأن الاقتصادي، ولجنة الثقافة والتراث والسياحة الدينية.
وبعد تلاوة التقارير كان حوار بين أعضاء اللجان حول المواضيع المطروحة في التقارير المقدمة.
وطنية