وطنية – احتفلت رعية سمار جبيل في قضاء البترون بعيد شفيعها القديس الشهيد نهرا واقيمت سلسلة قداديس وصلوات ونشاطات متنوعة.
وللمناسبة، ترأس راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله قداسا احتفاليا في باحة كنيسة مار نهرا، عاونه فيه خادم الرعية الخوري إيلي سعاده في حضور حشد من المؤمنين.
وبعد الانجيل المقدس ألقى المطران خيرالله عظة بعنوان “تنبه اذا لألا يكون النور الذي فيك ظلام” وتناول فيها سيرة القديس نهرا “حامل النور أو معطي النور، والنور بالنسبة الينا هو المسيح ابن الله الذي جاء بيننا ليقول لنا “أنا هو النور، أنا هو الطريق والحق والحياة، أنا نور العالم” ثم قال لنا لاحقا “أنتم نور العالم.”
وأضاف: “الله ينبهنا من ان يتحول النور الذي فينا الى ظلام، فالنور الذي فينا هو من الله، والويل لنا اذا اصبح ظلاما”. متسائلا “عن مصير العالم الذي نعيش فيه، عندها يصبح في الظلمة التي تعني الخطئية، واذا مشى العالم في ظلمة الخطيئة نشهد من ما نشهده اليوم، وما شهدناه من محطات كثيرة من تاريخنا ومن تاريخ البشرية: حقد وبغض وقتل وتطرف وتعصب وعمى كامل عن نعمة وارادة الله”.
وتابع: “المسيح يحملنا مسؤولية كبيرة وهي أن تكونوا نور العالم. وعليكم ان تحملوا النور مهما كان، ضئيلا او صغيرا، فعليه مسؤولية أن ينور بالظلمة. الشمعة رغم صغرها تعطي نورا كبيرا في الظلام. ونعمة الله التي اعطيت لنا مجانا بمحبته المطلقة بابنه يسوع المسيح، ستبقى تنير قلبنا ، وحياتنا ستبقى من خلالنا تشهد للعالم أننا نور في العالم ولن نسمح للظلام بأن يسيطر على العالم.”
وتوجه الى المؤمنين بالقول: “لا تخافوا إذا أعطينا ذاتنا، كنيستنا، كنيسة المسيح على ارضنا البترونية وعلى ارض لبنان وفي هذا الشرق هي مستمرة بشهادتها وبحمل رسالتها بفضل شهود للمسيح والشهداء باسم المسيح. كنيسة المسيح دفعت ثمنا باهظا لكي تبقى نورا ينير محبة وسلام ومصالحة وحرية وكرامة على هذه الارض التي أصبح المسيح فيها انسانا والتي مات فيها لكي يفتدي البشرية، كل البشرية في الشرق والغرب. وهذا فخر كبير لنا، وبالوقت نفسه هو مسؤولية نحملها كلنا مع بعضنا، لنقول عشية هذا العيد، أننا بشفاعة قديسينا وعلى رأسهم، أم يسوع المسيح، امنا مريم سيدة لبنان، نقول لا تخافوا. وما يمر علينا اليوم وعلى وطننا لبنان وعلى بلداننا في الشرق الاوسط، مهما كانت العاصفة قاسية، عاصفة حرب واضطهادات وإبادة، لا تخافوا لأن تاريخنا شهد عواصف أقسى من كل هذه العواصف لكن كنيسة المسيح بقيت بفضل الشهود، وبفضل عائلاتنا وبفضل آبائنا وأجدادنا الذين ضحوا وربوا لكي يكون من بيننا قديسين.”
وأضاف: “هذه الارض مقدسة وعائلاتنا مقدسة وشعبنا مقدس، لا تخافوا، لأننا نور المسيح ولأننا أقوى من الخطيئة ومن الشر، لأننا أقوى من الموت، وهل هناك ما يخيف الانسان أكثر من الموت؟ لا تخافوا، نحن اقوى من الموت ومن يموت باسم المسيح يكون هو الحياة ويكون هو حياة لغيره ويكون بذارا للشهادة ونموا للمسيحية على أرض المسيح.”
وختم: “نحن اليوم أقوى من أي يوم آخر في تاريخنا لأننا لا نزال موجودين وحاضرين، وما زلنا نشهد بايماننا وصلواتنا وبثقتنا بالله وبوحدتنا وتضامننا، رغم كل ما يمر علينا، نحن اقوياء بكنيستنا لأنها كنيسة المسيح وأبواب الجحيم لن تقوى علينا.”
وبعد القداس تقبل المطران سعاده والخوري سعاده التهاني بالعيد.
ريسيتال
ثم أقيم ريسيتال أحياه المرنم جورج نون فقدم باقة من التراتيل والاناشيد والاغاني الفولكلورية.