ترأس راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله قداسا احتفاليا في دير كفيفان لمناسبة عيد القديس نعمة الله كساب الحرديني وعاونه في الذبيحة الالهية رئيس الدير الاب بطرس زياده، والاب يوسف متى بمشاركة معلم المبتدئين في الرهبانية اللبنانية المارونية الاب إميل عقيقي ولفيف من كهنة رعايا الأبرشية.
خيرالله
وألقى المطران خيرالله عظة تناول فيها سيرة القديس نعمة الله وقال: “الرب دعا نعمةالله ابن حردين ليعيش حياته الرهبانية الديرية، الحياة المشتركة وطلب منه ان يتقدس من خلال هذه الحياة التي دعاه اليها، نعمة الله لبى الدعوى لأنه ابن عيلة مقدسة ومباركة، عيلة قداسة. وعرف نعمة الله ان يكرس ذاته لخدمة الرب وخدمة شعب الله وخدمة رهبانيته واخوته الرهبان في حياة مشتركة وعلمنا انه رغم الصعوبات التي يوجهها هو كراهب في حياته المشتركة مع اخوته الرهبان، وكما يدعو كل واحد منا لكي يتقدس في الحياة يدعوه اليها، كرس نعمة الله ذاته في الصلاة والمناجاة والتأمل بكلمة الله والسجود الدائم والمستمر أمام القربان المقدس الذي هو علامة روح الرب فينا وبيننا، أن يتقدس في حياته الديرية كونه كان راهبا عاديا أو مسؤول او مدبر في الرهبانية، يعرف ان يترك كل شيء ليتبع المسيح ويتقدس حيث هو موجود، ونعمة الله افتخر أن شربل كان طالبا عنده في الابتداء في هذا الدير ثم اصبح قديسا كبيرا للكنيسة كلها في حياته النسكية. ونعمة بدوره تقدس في الحياة الديرية المشتركة”.
أضاف: “اذا عدنا الى حياة القديس نعمة الله ونحن عابرون في حياة القديسة رفقا وشربل، نرى أن الرب دعاهم في قلب المحنة ليشهدوا للقداسة في حياته اليومية. قديسونا الثلاثة عاشوا في ظروف صعبة جدا علينا وعلى كنيستنا وشعبنا في القرن التاسع عشر، في الاضطهادات والاستشهاد أو بالحياة الرهبانية أو في الحياة مع العالم، دعاهم ربنا لكي يتقدسوا وأعطانا إياهم علامات لكل فرد منا لكي من خلالها نقرأ إرادة الله في كل واحد منا”.
وقال: “اليوم يدعونا القديس نعمة الله وبنوع خاص لأن نتمكن من تلبية دعوة الله ونعيشها ونتقدس من خلالها، هو كراهب وكمسؤول وكمدبر في الرهبانية يعلمنا الكثير، يعلمنا نحن وأنا المطران وإخوته الرهبان والراهبات، ونحن المسؤولون في مجتمعنا وكنيستنا ووطننا أن القداسة ممكنة لكل فرد منا، لكل مؤمن ومؤمنة، في عيشه دعوته ومسؤوليته”.
وبعد القداس تقبل المطران خيرالله والاب زياده التهاني بالعيد في صالون الدير. وتابع قائلا: “أنا أقرأ اليوم، ومن خلال وقفتي هنا أمام القديس نعمةالله، دعوة لكل واحد منا، نحن المسؤولين وفي هذه الظروف الصعبة، وفي المحنة التي نعيشها، أننا قادرون أيضا أن نكون قديسين وكما قال البابا القديس يوحنا بولس الثاني خلال إعلانه قداسة نعمةالله. نعم، نحن خاصة كمسؤولين قادرون أن نكون قديسين إذا عرفنا أن نكرس ذواتنا بالدعوة التي دعانا اليها الرب لأن نخدم بصدق وإخلاص ولأن نعيش في مجتمعنا مع بعضنا البعض دعوة الرب لنا. القديس نعمة الله يدعونا بنوع خاص في هذه الظروف، وفي الاسابيع الأخيرة حيث نعيش بعض الايجابيات على مستوى المجتمع والدولة والكنيسة والوطن، ان نعرف كيف نستفيد من هذه الايجابيات ونعتبرها نعمة من الله فنجدد التزامنا في عيش ايماننا المسيحي، في عيش قيمنا وفضائلنا المسيحية والانسانية ونعرف اننا نقدم ذاتنا للرب في خدمة شعبه في اي ظرف”.
وختم داعيا “لأن نصلي معا ونحن واقفون هذه الوقفة، وقفة ضمير وتوبة وتجدد بالتزامنا المسيحي ، فنعد الرب عن كل اخوتنا المسؤولين على كافة المستويات، ان نعيش بصدق واخلاص، بتضحية وعطاء، الخدمة التي سلمنا اياها الرب وكلنا قادرون ان نتقدس من خلالها ونعود لنعيش رجاء جديدا على ابواب عيد الميلاد، فنولد مع المسيح برجاء اعطانا اياه لنبتعد عن الخوف وعن اليأس واللامبالاة فنؤكد معا اننا قادرون ان نكون شهودا للمسيح في كنيسته وعلى ارضه المقدسة والتي قدسها هو، في كنيستنا بالذات ومع عائلاتنا واولادنا ومع اجيالنا الطالعة وبامكاننا ان نحقق ذلك فعلا اذا لبينا دعوة الله وصوته للالتزام الجديد”.
وطنية