عقدت الدورة الثانية للمجمع الابرشي في البترون بدعوة من راعي ابرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله على مدى يومين بمشاركة مندوب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي المطران بولس اميل سعاده، راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، رئيس اساقفة طرابلس والشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، الرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات الام غبريال بو موسى، رئيسة جامعة العائلة المقدسة الاخت ماري دي كريست، و أعضاء المجمع الابرشي والخبراء من كهنة وعلمانيين ولفيف من الأباء ورؤساء الاديار ومدعوين.
القداس
وافتتحت الدورة الثانية من المجمع الابرشي التي شارك فها زهاء 240 شخصا بين أعضاء في المجمع وخبراء، بقداس رأسه المطران خيرالله في كاتدرائية مار اسطفان، والقى عظة بعنوان “أكرس نفسي من أجلهم ليكونوا هم أيضا مقدسين بالحق” وقال فيها: “بعد مضي سنة على إطلاق المجمع الأبرشي، يجدر بنا أن نقف متأملين بالمسيرة المجمعية التي التزمنا أن نمشيها معا بهدف التجدد في أبرشيتنا على المستوى الروحي أولا، ثم على مستوى الأشخاص والمؤسسات. وورشة التجدد هذه كانت قد انطلقت في كنيستنا المارونية مع المجمع البطريركي الماروني (2003-2006) بغية أن تقوم بإصلاح وتجديد على المستوى الروحي والشخصي والمؤسساتي بحيث تضع نفسها في ورشة تجدد مستمرة. والإصلاح في الكنيسة أو التجدد الكنسي هو إصلاح مستمر للذات أولا أمانة ليسوع المسيح، كما يقول المجمع الفاتيكاني الثاني، ولن ينطلق إلا بعد أن “يجدد كل مسيحي لقاءه الشخصي بيسوع المسيح” كما يقول البابا فرنسيس. ومجمعنا الأبرشي يدخل في ورشة التجدد هذه ويعمل على تطبيق تعاليم المجمع البطريركي الماروني وتوصياته”.
أضاف: “نحن مقتنعون أن أي تجدد في كنيستنا البترونية لا ينطلق إلا بالعودة إلى الإنجيل واللقاء الشخصي بيسوع المسيح، وبالعودة إلى جذورنا الروحانية النسكية في وادي قنوبين وفي وادي جربتا وكفيفان وحردين وتنورين والمتجلية في آبائنا القديسين”.
وتابع: “نحن في البترون مدعوون بخاصة إلى عيش هذا التجدد الروحي أولا لأننا مؤتمنون على أبرشية مار يوحنا مارون، أبرشية القديسين، ومدعوون جميعا إلى القداسة. لذا اخترنا لمجمعنا الشعار الذي يعبر عن هذه الدعوة: “على خطى مار يوحنا مارون، نتجدد ونتقدس بالمسيح”. نحن مدعوون إذا إلى أن نسير معا، ونصلي معا، ونفكر معا. هذا هو المجمع، وإلى أن نعمل على تعميم ورشة التجدد في الرعايا والأديار والمؤسسات والمجالس واللجان والجمعيات الكنسية والهيئات الإجتماعية والمدنية. نحن مدعوون إلى أن نفتح أبوابنا للجميع، ونلتقي بالجميع، وبخاصة البعيدين عن الكنيسة والذين لا ينخرطون في إطار العمل الكنسي والرعوي، وإلى أن نعير اهتماما خاصا بالشبيبة وبالعائلات. وهدفنا من هذه المسيرة أن نتجدد معا، وأن تكون كنيستنا المحلية، كنيسة المسيح في البترون، كنيسة “الأبواب المشرعة”، كما يريدها السيد المسيح وكما يطلب قداسة البابا فرنسيس، كنيسة العنصرة، كنيسة خارجة من ذاتها ومن تقوقعها بفعل الروح القدس”.
وختم داعيا: “تعالوا نصلي معا من أجل أن يكون مجمعنا الأبرشي، كما طلب منا أبونا صاحب الغبطة والنيافة مار بشاره بطرس الراعي، “إصغاء لما يقوله الروح القدس للكنيسة التي هي في أبرشية البترون، فيكون هذا المجمع حقا عنصرة جديدة في حياة الأبرشية ونكون نحن فيها شهودا للمسيح”. تعالوا نصلي معا ونتوجه الى الله الآب، كما توجه اليه المسيح الإبن، قائلين: إحفظنا أيها الآب باسمك لنكون واحدا كما أنت والإبن واحد.لا نسألك أن تُخرجنا من العالم بل أن تحفظنا من الشرير. قدسنا بالحق. فكما أرسلنا الإبن الى العالم وكرسَ نفسه من أجلنا، إعطنا أن نكرس نفوسنا لخدمة كنيستنا فنتقدس بالحق ونقدس العالم الذي نحن فيه، بشفاعة العذراء مريم سيدة لبنان وجميع قديسينا. آمين”.
خيرالله
ثم انتقل الجميع الى جامعة العائلة المقدسة حيث بدأت اعمال الدورة الثانية. وبعد كلمة تقديم من عضو الأمانة العامة للمجمع سعيد باز كانت كلمة الافتتاح لخيرالله، وقال فيها: “بعد مضي سنة على إطلاق مجمعنا الأبرشي في جلسة إفتتاحية عقدناها هنا في هذه الجامعة، جامعة العائلة المقدسة، في 26 تشرين الأول 2013، ها نحن نلتقي اليوم في الدورة الثانية ونقيم المسيرة التي التزمنا أن نمشيها معا ونعرض حصيلة العمل الذي قمنا به في هذه الفترة عبر اللجان الست عشرة. وهي على التوالي:
1- الهوية والأرض
2- تجدد الكهنة
3- تجدد الرهبان والراهبات
4- راعوية العائلة
5- راعوية الشبيبة
6- راعوية المرأة
7- الليتورجيا والطقوس
8- تجدد المؤسسات
9- الحوار المسكوني
10-الحوار المسيحي- الإسلامي
11-التربية: التعليم العام والتقني
12-التربية: التعليم العالي
13-الشأن الإجتماعي
14-الشأن الإقتصادي
15-الثقافة والتراث والسياحة الدينية
16-الإعلام.
وعملت اللجان في خلال أشهر، وقد تابعت أنا شخصيا مسيرة كل منها مع الأمانة العامة واللجنة المركزية، على 3 مستويات:
أولا: التعرف إلى نص المجمع البطريركي الماروني ووضع خلاصة عن تعاليمه.
ثانيا: توصيف الواقع في أبرشية البترون.
ثالثا:إقتراح توصيات تتناسب وأبرشيتَنا ووضع آليات عمل لتطبيقها على الأرض.
وفي موازاة ذلك، كانت تنشط اللجان في تنظيم مبادرات هادفة إلى التجدد عبر لقاءات وندوات واحتفالات للتعريف بالمجمع الأبرشي ولدعوة المؤمنين والمؤمنات إلى المشاركة في المسيرة المجمعية وتقديم آرائهم واقتراحاتهم”.
وتابع: “قدمت اللجان تقاريرها فجمعناها في وثيقة العمل التي وصلتكم مع بطاقة الدعوة إلى الدورة الثانية. وهي حصيلة تفكير ودراسة وتحليل قام بها أعضاء كل لجنة لمعالجة الموضوع الموكل إليها وهو من مواضيع المجمع البطريركي الماروني بهدف تأوين تعاليمه وتطبيق توصياته في أبرشيتنا. إنها حصيلة عمل يستحق التقدير قامت به اللجان بإمكانيات محدودة جدا ولكن بتضحيات كبيرة. ولا بد هنا من شكر منسقي اللجان وأعضائها على الجهود التي بذلوها ويبذلونها لإنجاز ما أوكل إليهم”.
أضاف: “لكن التقارير ليست سوى مسودة مشاريع نصوص مجمعية وضعناها بين أيديكم لتقرأوها وتقدموا ملاحظاتكم واقتراحاتكم حول مضمونها وحول التوصيات التي يمكن طرحها والمبادرات التي يمكن اتخاذها من قبل كل لجنة. وسنتوزع غدا على حلقات لكي نناقش هذه التقارير ونجمع الملاحظات. فعلى كل منا أن يختار، منذ هذا المساء، اللجنة التي تناسب التزامه الكنسي والإجتماعي والثقافي والتي يرى نفسه قادرا على الإسهام في موضوعها”.
وتابع:” ستعنى الأمانة العامة بجمع كل الملاحظات والإقتراحات وتحويلها إلى اللجان التي ستأخذها في الاعتبار لتعيد النظر في صياغة نصوصها. وأمامها سنة كاملة لذلك قبل أن نجتمع من جديد للدورة الختامية ونصوت في خلالها على النصوص والتوصيات لإقرارها والإنطلاق بعدها في مرحلة التطبيق. وأمامنا جميعا، نحن أعضاء المجمع والخبراء وأبناء وبنات منطقة البترون، سنة كاملة سنتابع في خلالها مسيرتنا المجمعية ونعمل معا على التعريف بالمجمع الأبرشي وأهدافه ومواضيعه وعلى تعميم ما نكون قد توصلنا إليه لكي نتجدد معا في الالتزام بخدمة كنيستنا، كنيسة المسيح في البترون، وبخدمة مجتمعنا ووطننا اللذين طالما يحتاجان إلى تجدد في الأشخاص والمؤسسات”.
أضاف: “أنا مقتنع كل الإقتناع أن أي تجدد أو إصلاح في كنيستنا البترونية لا ينطلق إلا بالعودة إلى جذورنا الروحانية النسكية في وادي قنوبين وفي وادي جربتا وكفيفان وحردين وتنورين والمتجلية في آبائنا القديسين، من مار مارون إلى مار يوحنا مارون إلى الحرديني وشربل ورفقا والأخ اسطفان والبطريرك الحويك”.
ودعا الى ان “نسير معا، ونفكر معا، ونصلي معا إلى الله بشفاعة العذراء مريم والدة الإله وأم الكنيسة وسيدة قنوبين وتنورين والبترون وكل بلدة من بلداتنا، وبشفاعة مار مارون ومار يوحنا مارون وجميع قديسينا، كي يكون مجمعنا الأبرشي عنصرة جديدة يلهمنا فيها الروح القدس إلى أن “نتجدد ونتقدس بالمسيح”. تعالوا ننظر معا إلى الحياة وشؤونها وشجونها بإيجابية المؤمنين الملتزمين فنرى النصف الملآن فيها. ونحن نتكل أولا على الله الذي يقود، بروحه القدوس، مسيرتنا المجمعية هذه. ونتكل ثانيا عليكم لأن المجمع ليس وقفا على الإكليروس والإختصاصيين، بل هو مسيرة ومسؤولية مشتركة تعني جميع المعمدين الذين هم شركاء في عيش الإيمان وحمل بشارة الخلاص ورسالة الكنيسة”.
خليفه
ثم عرض الأمين العام للمجمع الدكتور نبيل خليفه لأهم النقاط الواردة في تقارير اللجان وتناول مضمون وثيقة العمل التي تضمنت تقارير اللجان الست عشرة والتي كانت موضوع الدراسة والمناقشة في الدورة الثانية للمجمع. وقال: “إن وثيقة العمل تمثل مرحلة جديدة في عملية التحاور والمناقشة والتشاور بين أعضاء اللجان المجمعية لجمع وتنسيق التقارير والأجوبة التي صاغتها لجان المجمع الست عشرة في نطاق موضوعاتها واختصاصاتها المختلفة وذلك انطلاقا من التقارير السابقة والتي يمكن اعتبارها مجمعيا بمثابة “الخطوط العريضة” لعمل السينودس الأبرشي. ثم عرض لأجزاء الوثيقة وهي المقدمة وخمسة أجزاء تتمحور حول الهوية، التجدد في الاشخاص والمؤسسات، الراعوية، حوار الأديان ودور الإعلام، وتجديد الحياة الاجتماعية -الاقتصادية.”
وفي ختام اليوم الأول من الدورة الثانية للمجمع، جرى تشكيل حلقات الحوار التي انطلقت في عملها في اليوم الثاني من المجمع وناقشت مضمون وثيقة العمل وتقارير اللجان العاملة ضمن المجمع الابرشي.
ثم كانت جلسة عامة عرض فيها كل مقرر حصيلة مناقشات حلقته. ثم ختم خيرالله بكلمة شكر فيها جميع الحاضرين والعاملين في المجمع الابرشي على جهودهم وتضحياتهم الكبيرة وقال:”ان هذه الدورة الثانية سمحت لنا بأن نتعارف ونتحاور ويكون عندنا نظرة عامة عن العمل المجمعي المتكامل”. ثم رسم روزمانة المسيرة المجمعية في سنتها الثانية.
وطنية