تحتاج خدمة المسنين The elderly إلى رعاية اجتماعية وروحية وبيولوجية وطبية ونفسية وبيئية، لما تمثله مرحلة الشيخوخة من تطور عمري؛ يستلزم تخصصًا رعائيًا صحيًا للمسن Age friendly health care . من أجل تحسين خدمات الصحة الأولية وتلبية احتياجاتهم السنية. ولأن مهمة الرعاية الكنسية رعاية الإنسان كل الإنسان؛ لذا لا تهمش أيَّة فئة عمرية من خدمة العمل الرعوي، ولا تستثني الشيوخ من الاهتمام المناسب بهم؛ كجزء من رد الجميل لهم؛ ضمن عضويتهم في جسد المسيح الواحد. لتسد حاجة المسن إلى : الجليس والمضيف والمستمع والمساعد والمعين والخادم المتخصص المحتمِل لظروف معاناتهم من العُزلة والسأْم من الحياة؛ والاغتراب والتحسر والفقدان والاعتمادية وأزمة الهوية والتقاعد والضآلة والاكتئاب والخَرَف والزهايمر؛ إلى آخر ذلك من التقلبات الصحية والنفسية والجسدية والحركية والعقلية.
وتنطلق الكنيسة في هذه الخدمة من تكريمها للإنسان الذي هو تاج الخليقة وأيقونة الله التي على صورته ومثاله. ذلك الإنسان المفتدىَ الذي جاء المسيح واقتناه بدم صليبه. معتبرة أن هذه الخدمة تكريمية “أكرم أباك وأمك” لها بركتها وكرامتها وجُعالتها؛ عند الذي لا ينسى كوب الماء البارد؛ الذي يعطي الأجر السمائي، ويكرم الذين يكرمونه والذين يحتقرونه يصغُرون. وقد أعطانا الرب الدرس عندما كان خاصعًا لوالديه (لو ٢ : ٥١) وبالاهتمام بإعالة الوالدين وهو معلقًا على عود الصليب؛ حيث أوصى يوحنا الحبيب بأمه العذراء.
لأجل هذا تُولي الكنيسة اهتمامًا ببرامج رعاية طب المسنين Gerontology واضعة في الاعتبار ثقافة وحالة المسنين ومعاناتهم من صراع الأجيال مع كل محيطهم؛ كي تخدمهم باتساع الحب المسيحي؛ وبعمل ثمر روح اللطف والوداعة والشركة والقبول والبذل الذي يرفع ويُعين ويُنهض ويحمل ويقوّي ويعمل عمل السامري الصالح؛ لأنها سامري هذا الجيل وكل جيل؛ عاملة عمله؛ وتكميل رسالته الإلهية. مثلما وعد قائلاً أنه : ” إلى الشيخوخة أنا هو؛ وإلى الشَّيْبَة أنا أَحمِل، قد فعلتُ وأنا أَرفَعُ وأنا أحمل وأُنجّي” (إش ٤٦ : ٤) .
هذا هو دور كنيسة المسيح التي : تحمل – تفعل – ترفع – تحمل – تنجي إلى الشيبة والشيخوخة وضمور الكهولة. دورُها أن تقدم حياةً أفضل لكل عضو في كل مرحلة أو ظرف، دارسة للاحتياجات كي تقابلها، ويكون أعضاؤها مقبولين ومكرَّمين عندها… تضمهم وتعتني بهم وتُعدّهم للمسكن الأفضل والأكمل.