في جريمة مروعة صدمت مصر والعالم، أقدم تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) في ليبيا، على قطع رؤوس 21 قبطياً مصرياً كان التنظيم المتطرف قد خطفهم في وقت سابق. واستدعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مجلس الدفاع الاعلى الى اجتماع طارىء واعلن الحداد سبعة ايام، فيما ندد الازهر بـ”العمل الهمجي الذي لا يمت الى أي دين”.
وظهر مسلحو “داعش” ملثمين في زي أسود يسوقون المصريين المحتجزين في زي برتقالي على شاطئ البحر. وذبح المحتجزون بعد إجبارهم على الركوع على الأرض ثم كبهم على وجوههم. ونشر الفيديو في حساب بموقع “تويتر” يؤيد التنظيم المتطرف. وظهر بعد ذلك في موقع “يوتيوب”.
وقال رجل أمسك بسكين في الفيديو تحدث بالإنكليزية وكتبت ترجمة لكلامه: “اليوم نحن في جنوب روما في أرض الإسلام ليبيا نرسل رسالة أخرى. أيها الصليبيون: إن الأمان لكم أماني لا سيما وانكم تقاتلوننا كافة فسنقاتلكم كافة حتى تضع الحرب أوزارها”. وبدأ الرجل كلامه بقوله “الحمد لله القوي المتين والصلاة والسلام على من بعث بالسيف رحمة للعالمين”.
وجدير بالذكر ان الضحايا عمال سافروا إلى ليبيا سعياً وراء أرزاقهم على رغم تحذيرات الحكومة للمصريين من السفر. وهم ينتمون إلى خمس قرى في محافظة المنيا جنوب القاهرة ومنهم 13 من قرية العور وحدها.
وقال الأب اسطفانوس شحاتة وكيل مطرانية سمالوط للأقباط الأرثوذكس التي تتبعها القرى الخمس: “المطرانية تأكدت من خبر استشهاد 21 مصرياً مسيحياً ويدرس الأنبا بفنتيوس أسقف سمالوط إمكانية إقامة صلوات لذكراهم بالرغم من عدم وجود جثامين”.
وقالت الكنيسة المصرية في بيان: “تستودع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وعلى رأسها البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية في هذه اللحظات العصيبة شهداءها الأبرار واثقين أن وطنهم العظيم لن يهدأ له بال حتى ينال الجناة الأشرار جزاءهم العادل إزاء جريمتهم النكراء”.
وبث التلفزيون المصري أن السيسي استدعى مجلس الدفاع الوطني الى اجتماع طارىء للبحث في التطورات. وأضاف أن الرئيس المصري قرر إعلان الحداد سبعة أيام. وفي وقت متقدم وجه السيسي كلمة الى الامة عبر التلفزيون، نعى فيها الضحايا الـ21 واعلن ان الحكومة المصرية تحتفظ لنفسها بحق الرد بالاسلوب والمكان المناسبين “على هؤلاء القتلة”.
وقال الأزهر في بيان إن “هذا العمل البربري الهمجي لا يمت إلى دين من الأديان ولا عرف من الأعراف الإنسانية ولا ينم إلا عن نفوس مريضة تحجرت قلوبها فذهبت تعيث في الأرض فساداً تقتل وتسفك النفوس البريئة دون حق”.
وقدم العزاء الى الأنبا تواضروس الثاني ودعا المجتمع الدولي إلى “تعقب قوى التطرف والإرهاب وتقديمهم للعدالة والقصاص العاجل منهم”.
النهار