لا تفتح عينيك يا غافي وعيونك علينا نور، دع الحب يسدل لك الدرب حرير الاعجوبة، لا تفتح عينيك يا رجل يكفي ما تفعله العيون المسيّرة بقلب الايمان، كيف لك أن تكون غزير الحب بهذا الدفق؟ كيف لك الا تسأل عن مقابل الا بعضاً فتاتاً قليلاً من شغاف قلب؟
هذا كثير مار شربل أكثر من قدرتنا على الاحتمال، نحب أن نحبك حتى الذوبان لكن لا نستطيع يا رجل إرحمنا، إرحمنا من فيض الحنان ذاك.
انظر الى وجهك وأنت تجالس الضياء فيجتاحني الدمع أتعرف السبب؟ لا، لا ليس لاني مؤمنة عظيمة لا تخطئ ولا تكذب ولا تسرق وكل تلك الوصايا، انا كل تلك الخطايا واكثر بكثير بعد وان كنت لا اقتل ولا اسرق ولا ازني.
أبكي يا رجل لاني أعود الطفلة التي احب، تلك الهائمة على هواها في ساحات الضيعة، تلك التي تحيّك حكاياتها من اسطورة الضيعة تلك، من حلم الوطن ذاك. تلك الفتاة التي تمسك بطرف فستان امها وتذهب معها الى الكنيسة وتقلّدها بالتفاصيل.
تركع امي بطرحتها السوداء المخرّمة أمام صورة الثلاثي يسوع العذراء وانت، وتغمض عينيها وتروح في نشوة الصلاة اليك وانا اسمعها تتمتم “دخلك يا مار شربل دخلك يا مار شربل” وأنا اتفرّس في وجه امي وأسأل “قولكن شو بو مار شربل ليش امي زعلانة عليه؟”، وامي لم تكن زعلانة، بل كانت في غمر الفرح وهي تذوب في حضورك بها وأنت تحوم من حولها، اقسم اني كنت اشعر بك وانت تحوم حول تلك المرأة الحلوة التي لم تتأخر عن الذهاب اليك على جناح الصبا…
الان اقف الى وجهك في ساحة ضيعتي، بخشوع تجلس الى باب الضيعة تحمل الانجيل المقدس وتقرأ يسوع، تعيش يسوع، التهمت الحروف فأصبحت انت سطوراً من قداسة وطن فأبكي، ليش؟ ضيعتي وطني جبلي سهلي ليسوا بخير يا جرّاح الاعجوبة.
ها هي امي تجالسك، اشعر بثوبها الجميل وأرى الطفلة اياها تمسك بطرف الثوب، امسك بطرفك وطرفك ليس حجراً ابيض منقوش، طرفك حب ملموس بعنف الحب، وهيك شي متل جنون بينغوش بيعصف بقلب القلب فتصبح الارض بيتاً حنوناً لريح الحب، الحب يا مار شربل في عيدك صار هو مار شربل، الم اقل لك ارحمنا يا رجل من كل ذاك الشغاف؟
موقع القوات