أقام النادي الثقافي العربي ندوة في “البيال”، على هامش المعرض العربي للكتاب، تحدث فيها وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ورئيس مركز الدراسات المسيحية – الاسلامية في جامعة البلمند الاب جورج مسوح، عنوانها “ماذا حل بالمشرق العربي”، في حضور الوزير السابق بشارة مرهج واعلاميين ومثقفين.
بعد النشيد الوطني، قدم عمر فاضل للندوة باسم النادي الثقافي العربي، فأكد ان “الموضوع خطير وحساس وله ابعاد كثيرة”، ودعا الى “تذكر دعوة العروبة التي ازدهرت على اثر الاحتلالات المتداولة وآخرها الهيمنة العثمانية والهيمنة الاوروبية التي سميت انتدابا على اساس انها ألطف من كلمة استعمار”.
ورأى ان “لأهل لبنان دورا اساسيا في احياء الادب العربي وتنشيط العروبة والانفتاح على العصر والعروبة، باعتبارها الاطار الحضاري الجامعي الذي يحتضن اهل المنطقة من اعراق واديان. العروبة تجمع ولا تفرق”.
وقال الوزير درباس: “يسعدني في هذا اللقاء تذكر المناضل عمر فاضل عندما كان يأتي الى طرابلس حيث شباب حركة القوميين العرب. تعرض للاعتقال والتنكيل والضرب. تعمدت ان أحضر نصا مكتوبا لئلا اقع في شبهة. وقد وقعت في هذه الشبهة عندما رثيت راحلين كبيرين رحلا في اسبوع واحد هما الدكتوران كلوفيس مقصود ومحمد المجذوب. كتبت في “النهار” “عروبة تسدل ستارها” فتعرضت للذم من الاخ معن بشور الذي اعتبرني انهزاميا، ولست منهم والحمد الله. ولكن قصدت ان اقول ان حقبة مهمة سدلت ستارها برحيلهما. لهذا، أرى ان أهمية هذا اللقاء لا تكمن في ان نستذكر عزا مضى ومجدا كان في متناول اليد واياما جميلة بين المكونات هي للتبصر واعادة النظر”.
وأضاف: “ربما اصيبت العروبة منذ تكوينها اذ جعلت مذهبا وهي ليست كذلك. العروبة في حقيقتها صوت عبر عن هوية مكتومة مدى 500 عام. بعد عصر طويل من التتريك، وجدنا ان الدعوة اليها من مفكرين كبار ربما كانت غالبيتهم من النصارى، ربما كان كتاب جورج قسطنطين وكتاب قسطنطين زريق وجبران خليل جبران ومخايل نعيمة ولم يكونوا ذوي مذهب انما دعوا الى لغة عربية ولم يؤطروا الناس وقعت العروبة في صراع غير مبرر مع الدعوة التي اطلقها انطون سعادة ومع الدعوة التي كنا نسمع بها على لسان كبار مفكرين مصر من طه حسين وخلافهم حول الاصل الفرعوني وكذلك المغارببة التي كانت تشكل متحدا يحارب الاستعمار. لو كنا نستطيع العودة الى الماضي لقلنا هذه الدعوات تتكامل لأنها تتحدث عن متحدات، اصبحت هذه الدعوات اسرى للمحاور الدولية ووقعنا في صراع ما زلنا ندفع اثمانه”.
وقال: “منذ قيام الزعيم جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس وخروجه منتصرا سياسيا، الى الوقوع في فخ وحدة مصر وسوريا، كان العالم العربي بعيدا كل البعد عن الدخول في التبصر والعناية”.
واضاف: “لقد اصيبت العروبة بأمراضها من خلال عدم التبصر، كان علينا ان نعطي الزمن حقه لأن الكبت لا يداوى ب 5 اعوام ولا ب 50 عاما”.
وتوجه الى الحضور: “اريدكم ان تتذكروا كم من بلاغ حمل الرقم 1، وان اوروبا تخلصت من الدعوة القومية المدمرة ونحن، للأسف، بقينا فيها”.
والقى الاب مسوح مداخلة قال فيها: “قبيل سقوط الدول العثمانية شعر المسيحيون في المشرق العربي بان زمانا جديدا وواعدا قد بدأ فنشطوا فكريا وايديولوجيا لايجاد صيغة لا دينية تجمعهم وشركاءهم من المسلمين على قدم المساواة في وطن يتساوى فيه جميع ابنائه من دون تمييز ديني او مذهبي او عرقي. وتوزع المفكرون المسيحيون انذاك بين مؤيد للافكار القومية على اختلافها وبين متبن للاشتراكية او العلمانية. غير انهم في معظمهم سعوا الى المواطنة ضمانا جعلهم يقومون في أداء دور فاعل في مجتمعاتهم بعد قرون من وضعهم على هامش التاريخ والاحداث”.
وأضاف: “نجد ان الممارسة لم تستجب كليا للنظريات، فرأينا من حكموا باسم القومية العربية يحولون دولهم الى ديكاتوريات لا تعترف بحقوق الاقليات السياسية، فحرم المسيحيون وغيرهم من ابناء الاقليات الاثنية والدينية باختلاف دولهم كثيرا من الحقوق، كما لو كانوا لا يزالون يحيون في ظل الدولة العثمانية، فازداد شعور هؤلاء بان احلامهم بالمساواة التامة هي مجرد اوهام يستحيل تحقيقها. وان اضفنا الى كل ذلك المصائب التي ابتلينا بها من نشوء اسرائيل وطرد الشعب الفلسطيني من دياره الى الاحتلال الاميركي، يجد المسيحيون انفسهم اليوم في ازمة مصير كبرى”.
وجرى حوار ونقاش مع المحاضرين.
ليبانون فايلز