ترأس راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش قداسا احتفاليا لمناسبة عيد التجلي، في كنيسة مار الياس المخلصية في زحلة، عاونه فيه الأبوان حنا كنعان واومير عبيدي بمشاركة حشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس قال درويش :”نعيد اليوم لعيد تجلي ربنا ومخلصنا يسوع المسيح، له المجد، وهو عيد دير المخلص، عيد الرهبانية المخلصية التي تخدم هذه الرعية. وبالمناسبة اتقدم من الجميع بالمعايدة وبالأخص من رئيس الدير الأب نضال جبلي والأب حنا كنعان واحييهما على عملهما في الرعية. رعية مار الياس المخلصية هي من بين الرعايا القلائل التي تحتفل بعيدها مرتين: المرة الأولى في عيد مار الياس، والمرة الثانية في عيد التجلي”.
وتابع :”يقول لنا الإنجيل المقدس أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنا إلى جبل عال منفردين، في التقليد المسيحي نسمي هذا الجبل “جبل ثابور” وهو قرب مدينة الناصرة. وهو في التراث الكتابي، مكان يتجلى فيه الرب لشعبه ويمنحه الخلاص ويذكره بالشريعة، على قمة هذا الجبل أخذ يسوع تلاميذه وأظهر لهم مجده. وجهه صار كالشمس. وثيابه صارت بيضاء كالنور.إن عظمة ألوهيته دخلت في جسده البشري. لقد أظهر يسوع مجده وعظمته كابن لله الأزلي. فجأة ظهر موسى وإيليا يتحدثان مع يسوع. موسى يمثل الناموس – الوصايا، وإيليا يمثل الأنبياء الذين تنبأوا وحضروا لمجيء المسيح . على هذا الجبل بدأ يسوع يحدث تلاميذه للمرة الأولى عن موته مظهرا لهم “أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيرا ويقتل ويقوم في اليوم الثالث “(متى 16: 21).”
اضاف :”لقد أراد يسوع قبل ألامه أن يظهر مجده لتلاميذه ليثبتهم في مسيرة الصليب. وبما أن يسوع أتى ليكمل الناموس لا لينقضه، اراد أن يظهر معه موسى وإيليا. بذلك أوضح لتلاميذه أنه رب الأحياء والأموات وأنه هو الذي تكلم بفم الأنبياء في العهد القديم. مشكلة التلاميذ أنهم أرادوا أن يوقفوا تاريخ الخلاص، لذلك صرخ بطرس:”يا رب حسن أن نكون ههنا” وهو اقترح أن ينصب ثلاث خيم يقيم فيها يسوع وموسى وإيليا. كان سعيدا بهذه اللحظة. إنها خبرة ولا أجمل. عندما انتهى بطرس من عرض اقتراحه، سمع الجميع صوت من السماء يقول عن يسوع:”هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت فله اسمعوا”. طبعا يسوع هو ابن الله الحي ونحن نعترف ونؤمن بهذا ولكن علينا أن نسمع أيضا فله اسمعوا.”
واوضح “اليوم أين هو هذا الجبل الذي يتجلى عليه يسوع؟ كل موضع تقام فيه الذبيحة الإلهية هو جبل يتجلى به الرب. لأننا في القداس الإلهي نعيش خارج هذا الزمن في شركة مع القديسين الذين سبقونا ومع المؤمنين الذين ينتظرون معنا مجيء الرب. الكنيسة ، وهي تتلوا على مسامعنا حادثة التجلي، تريد أن تعلمنا أن تلميذ يسوع لا يمكنه أن يبني خيمة وأن يمكث في لحظات النجاح والحقيقة التي نراها نادرا. تلميذ يسوع هو الذي يحمل صليبه ويسير نحو القيامة، هو الذي ينزل عن الجبل ويعلن – يبشر بما رأى وعاين، هو الذي يشترك بتاريخ الخلاص مع يسوع”.
وعن الأمثولة التي يجب استخراجها من عيد التجلي قال درويش:”ضروري ان نفرد في حياتنا وقتا للخلوة والصمت والصلاة. الجبل رمز البعد عن ضجيج العالم، بالصلاة نكتشف الله، نسمع صوته، نصير معه واحدا، بالصلاة نكتشف المسيح المخلص الظاهر لنا بجسد انسان ولكنه ابن الله الحبيب، تعاليم المسيح هي طريقنا في الحياة “انا الطريق والحق والحياة”… “انا نور العالم… من يتبعني لا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة الابدية.”
وفي نهاية القداس بارك درويش العنب والقرابين.
وطنية