احتفلت جماعة ” عائلة من اجل المسيح” في ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، بعيدها الأول في قداس احتفالي ترأسه المطران عصام يوحنا درويش في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة، عاونه فيه النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، ومرشد الجماعة الأب مارون غنطوس، في حضور جمهور من المؤمنين، ومن العائلات اعضاء الجماعة من مختلف رعايا الأبرشية.
عظة درويش
وألقى المطران درويش عظة توجه فيها بالتهنئة الى “عائلة من اجل المسيح” مشددا “على دور العائلة في بناء مجتمع مؤمن وسليم، وقال:”يدعونا القديس بولس أن نكون في شركة مع القديسين، وأن نتمثل بهم، لأن إكرامهم كما يقول القديس يوحنا فم الذهب “هو الاقتداء بهم”. والمثل الأعلى لنا نحن البشر من هؤلاء القديسين هي القديسة مريم العذراء”.
تابع:” القديسون عاشوا مثلنا، ولكنهم كانوا طيعين للروح القدس، تمسكوا بالإيمان وجاهدوا جهادا حسنا، لقد لبوا دعوة المسيح عندما قال لنا: “كونوا قديسين (كاملين) كما أن أباكم السماوي قدوس”.”
اضاف ” نريد أن نشارك قديسينا همومنا وتعبنا وضعفنا ورجائنا. ونصلي: لنذكر سيدتنا الكاملة القداسة، الطاهرة، الفائقة البركات، والدة الإله الدائمة البتولية مريم. وجميع القديسين..”.
واشار الى ان “الروح القدس هو الذي يقدس المؤمن، وهو أيضا يقدس العائلة ويوحدها، “والمسيح يمنح العائلة نعمة الروح القدس من خلال الكنيسة كي يتحول الزوجان إلى شهود للانجيل ولحب الله..”(يوحنا بولس الثاني في تعليمه حول الحب البشري). وعلى مثال عائلة الناصرة تتمكن عائلاتنا من مواجهة التحديات التي تعيشها، فتستطيع العائلة أن تفهم دورها المبني على شركة المحبة.”
وتابع ” هناك رابط قوي وحميم بين الكنيسة والعائلة، فالعائلة تصير بالزواج عطية ثمينة للكنيسة، كما هي الكنيسة نعمة للعائلة. وعند الصعوبات بين أفراد العائلة نتيجة ضغوطات الحياة، تقدم لهم الكنيسة وسائل لتخطي المشاكل وتساعدهم لإعادة الشركة، والإعتناء ببعضهم البعض بمحبة، والبقاء في خدمة الجماعة التي يعيشون ويعملون فيها”.
واكد “ان مؤسسة “عائلة من أجل المسيح” التي أسسناها في الأبرشية تساعد العائلة كي لا تبقى منغلقة على ذاتها، وأن تكون منفتحة على الآخرين وفي خدمتهم، وكما يقول البابا فرنسيس “كل فرد من شعب الله، قد صار، بفعل معموديته، تلميذا مرسلا” (فرح الإنجيل، 120).
اضاف:” لاحظت في اجتماعاتي مع هذه العائلات أنهم يعيشون في سعادة وفرح كبيرين لأنهم تبنوا لغة جديدة للتخاطب بينهم. وقد سمح لهم التأمل بالإنجيل أن يتشاركوا بالأفكار ويصغي الواحد للآخر، ويتخطوا ضغف الآخر ونقائصه، وأن يفهموا بأن الحب غير كامل”.
واشار ان “البابا فرنسيس قال في إحدى عظاته “نحن بحاجة إلى ثلاث كلمات أساسية: “من فضلك، شكرا وأعتذر”. لنكن أسخياء في استخدام هذه الكلمات وتكرارها يوما بعد يوم”. وركز على الثقة التي هي مفتاح بناء العائلة.”
وتوجه درويش الى الشباب والشابات قائلا: “إن الروح القدس الذي حصلوا عليه يوم معموديتهم مازال يحيي فيهم شعلة الإيمان والرجاء. مهما كانت صعوبات الحياة في الكنيسة أو خارجها. أدعوكم لتعمقوا صداقتكم مع المسيح، وأن تقدموا له أفضل ما عندكم، قلبكم وعواطفكم ومحبتكم. أمام يسوع تعلموا التواضع، لأن المتواضع يكون عظيما أمام الله. تذكروا دوما أن الأهم في هذه الحياة أن تبقوا في كنيستكم، وأن تحافظوا على علاقة أخوة وصداقة مع بعضكم، لأن الله محبة وهو يسكن بين الذين يحبون. أسكنوا في محبته واعملوا على نشر محبته في عائلتكم، في مدرستكم وجامعتكم وفي عملكم”.
ودعا المؤمنين الى “المشاركة في احتفالات خميس الجسد الإلهي، وقال ” يوم الخميس المقبل ستمشي زحلة مع مطارنتها وكهنتها وأبنائها وبناتها، برفقة القربان المقدس، ونطوف معا في المدينة، نطلب البركة والغفران والرحمة والقوة من يسوع المسيح، الذي أعطانا جسده ودمه لكي نحصل على الشركة الإلهية”.
وختم:” كل مرة نحتفل بالافخارستيا، نعود ونتذكر العشاء الأخير عندما كسر يسوع الخبز وأعطى تلاميذه من هذا الخبز وقال لهم: “هذا هو جسدي.. اصنعوا هذا لذكري”. إن الإفخارستيا هي أثمن ما عندنا، وهذا يدفعنا إلى الشكر وعرفان الجميل.”
وبعد القداس، تقبل الجميع التهاني في قاعة المطرانية.
وطنية