احتفلت الجمعية الخيرية الكاثوليكية في زحلة بعيدها الحادي والثلاثين بعد المئة، بقداس احتفالي في كابيلا سيدة النجاة ترأسه راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش عاونه فيه النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم والأب مارون غنطوس، في حضور رئيس الجمعية كابي بريدي والأعضاء، وحشد كبير من المؤمنين.
بعد الإنجيل القى المطران درويش عظة هنأ فيها الجمعية بعيدها، متمنيا لها المزيد من العطاء في خدمة الفقراء وقال: “نحتفل اليوم بذكرى تأسيس الجمعية الخيرية الكاثوليكة وهي ذكرى غالية على قلوب الزحليين، فالجمعية منذ تأسيسها تفعل الخير بصمت والفضل يعود الى آبائنا الذين وضعوا بتصرفها إمكانيات كثيرة من عقارات وأموال، لخدمة الفقير والمحتاج. لهم اليوم نصلي ليكونوا دوما شفعاء الفقراء وشفعاء الذين يعملون في الجمعية”.
أضاف: “البارحة أغلقنا باحتفال مهيب في كنيسة مقام العذراء، باب الرحمة الذي افتتحناه منذ سنة بمناسبة سنة الرحمة التي أعلنها البابا فرنسيس. خلال هذه السنة كثفت الجمعية الخيرية عملها مع المحتاجين وفقراء المدينة وقدمت خدمات طبية ومدرسية وغذائية بما يقارب المئة ألف دولار، بالإضافة الى ذلك وبالتعاون مع المكتب الاجتماعي في المطرانية افتتحت طاولة يوحنا الرحيم الذي يقدم يوميا أكثر من خمسماية وجبة غذائية مجانية.
نشكر الله على عمل الجمعية ونطلب للمتطوعين فيها بركات الرب ونعمه ونهيب بالجميع أن يكونوا سندا لها إما بالعمل فيها أو بالتطوع أو بالمساعدة مهما كان نوع هذه المساعدة وقيمتها. فالرب يدعونا لنفتح قلوبنا لأخوتنا المحتاجين ففيهم نرى وجهه ومعهم نشعر بفرح الحياة”.
واضاف: “سمعنا اليوم قصة هذا الشاب الذي دنا الى يسوع مجربا وسأله ماذا يعمل ليرث الحياة الأبدية؟ فهو حفظ الوصايا واقتنى له مالا كثيرا. إنه غني بمسلكه وبما عنده من أموال. يتمنى أغلبية الناس أن يتمثلوا بهذا الشاب. أن يكونوا أغنياء ويعيشون حسب الوصايا، لكن يسوع لم يكن راضيا. موقف غريب لا يفهمه كثيرون منا، فماذا علينا أن نفعل لنرضي يسوع؟.
بالنسبة الى يسوع، الصلاح لا يتحدد بالغنى أو بالفقر ولا يقاس بحفظ الوصايا. بل بأن نكون مع يسوع وأن نترك كل شيء ونتبعه. تسألون ما معنى أن نترك كل شيئ وهل هذا مستطاع عند الناس؟
نجد لهذا السؤال تفسيرا عند يوحنا فم الذهب الذي يستشهد بكلام بطرس عندما قال ليسوع: “ها قد تركنا كل شيء وتبعناك فماذا يكون لنا؟ (متى19/27).
ماذا ترك بطرس؟ إنه لم يترك أي شيء لأنه لم يكن يملك إلا مركب صيد وشبكة ليتصيد بها، مع ذلك يصر بطرس أنه ترك كل شيء.
نعم بطرس ترك كل شيء حتى أنه ترك فقره ووضع كل شيء في حياته بتصرف يسوع وليخدم يسوع”.
وختم درويش قائلا: “الغنى عند الله صلاح والفقر عنده أيضا صلاح. لكن بدون الله لا شيء صالح، فالإنسان يستمد صلاحه من الله.
من هنا نفهم ما قاله يسوع في أن الكنز في السماء هو للذين يرون صلاحهم في صلاح الله. وأنه يعسر “على ذوي الأموال لأن يدخلوا ملكوت الله”. فهذا الشاب لم يستطع رغم غناه وشطارته في حفظ الوصايا، أن يثبت ملكوت الله فيه ولم يستطع ان يحرر قلبه ليمتلك يسوع، كما يقول بولس الرسول “إن المسيح هو كل شيء لي، وأنا للمسيح”.
لنطلب من الرب أن يمنحنا القدرة على فهم ما يريد منا ويمنحنا روحه القدوس ليصير المسيح لنا كل شيء”.
وبعد القداس استقبل رئيس واعضاء الجمعية المهنئين في صالون المطرانية.
وطنية