ترأس رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك قداسا احتفاليا في كنيسة معهد يسوع الملك لمناسبة عيد الصعود الإلهي وعيد المعهد، عاونه فيه النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، الأب اومير عبيدي والشماس الياس ابراهيم، وحضره جمهور كبير من المؤمنين تقدمهم رئيسة المعهد الأم اميل جوزف الحاج شاهين والراهبات، الهيئة التعليمية والإدارية، مجلس الأهل وقدامى المعهد.
عظة درويش
بعد الإنجيل ألقى درويش عظة هنأ فيها الجميع بعيد الصعود الإلهي، شارحا معاني المناسبة، وقال: “نجتمع اليوم حول هذه المائدة المقدسة وفي هذه المدرسة لنحتفل معا بعيد صعود الرب الإله يسوع المسيح الى السماء، ونحتفل بعيد هذه المدرسة الحبيبة يسوع الملك. ومن هنا أريد أن أوجه رسالة محبة وتقدير الى الراهبات الباسيليات الشويريات، للرئيسة العامة وكل الراهبات، واشكرهن على تعبهن وعلى التزامهن العمل في هذه الأبرشية، سواء في التربية او في العمل الاجتماعي او في العمل الصحي.
اليوم صباحا شاركت في مؤتمر عن الوجود المسيحي في الشرق وتجذر المسيحيين في هذه الأرض المقدسة التي شهدت على ولادة المسيحية ومنها انطلقت البشارة الى كل العالم. ومن جملة الأفكار التي عرضت، دور المدرسة والمعهد والجامعة الكاثوليكية في مساعدة شبابنا وشاباتنا ليفهموا أن هذه الأرض هي لنا أيضا. هذه الأرض يجب أن نحافظ عليها، مسؤولية المدرسة اليوم كبيرة جدا في تجذير المسيحيين في لبنان وفي معظم الدول العربية. لذلك أتمنى على كل المدارس والجامعات الكاثوليكية، خصوصا في البقاع، ان يضعوا ضمن البرامج التربوية والإجتماعية، كيف نتجذر في ارضنا وكيف نلتزم العمل في الأرض وفي بقائنا كمسيحيين في لبنان والبلاد العربية”.
وأضاف: “نعيد اليوم ليسوع الملك. يسوع الملك ليس كملوك هذه الأرض، هو ملك سماوي، ونحن بالطبع أبناء هذا الملك السماوي. وفي الملك الأرضي ابناء الملك لديهم بروتوكول يتدربون عليه ويعيشون من خلاله في مسلك معين لا يستطيعون الخروج عنه. ونحن ابناء الملك السماوي لدينا مسلك ومسيرة حياة نريد ان نتعرف عليها ونسير حسب قانون بلاط هذا الملك السماوي. يسوع المسيح اعطانا مبادئ والطريق التي علينا سلوكها، هو الطريق والحق والحياة لكي نعيش كأبناء الملك السماوي. يسوع المسيح طلب منا ونحن في سنة الرحمة ان نكون رحماء لبعضنا البعض، يسوع اعطانا مملكة الحب وطلب منا ان نحب بعضنا بعضا، ولكن اين نحن اليوم من هذا المطلب،اين نحن من برنامج الحياة الذي وضعه يسوع المسيح؟ علينا ان نعيد النظر في مسيحيتنا.
يسوع المسيح، قبل ان يصعد الى السماء، اختار 12 تلميذا وبضع نسوة حولوا العالم الى عالم آخر، من عالم وثني الى عالم يعرف الله. ونحن اليوم في زحلة عددنا نحو 160 الف مسيحي، فلماذا لا نحول هذه المدينة الى جنة صغيرة يحب فيها الناس بعضهم البعض؟ اليوم أدعوكم الى مراجعة ضمير لنرى اين نحن من هذا الملك السماوي ومن وصاياه.
يسوع المسيح صعد الى السماء، عاد الى الآب السماوي ولكن لم يتركنا يتامى، اعطانا روحه القدوس وطلب منا اننكون علامة حضوره في هذا العالم”.
وعن الانتخابات البلدية والاختيارية قال درويش: “أتوجه اليوم الى أبنائي وبناتي في زحلة لمناسبة الإنتخابات البلدية والإختيارية، واطلب منهم ان يفتحوا قلوبهم لسماع وصيتين:
الوصية الأولى: كلنا اخوة، نحترم كل المرشحين ونحبهم جميعا، لكن عليهم ان يحبوا بعضهم بعضا. ممنوع التشهير بالأشخاص. هناك برامج انتخابية تتنافس على تنمية هذه المدينة، على محبتها وعلى التزام العمل فيها. الأشخاص يأتون ويذهبون لكن المدينة باقية. لذلك أرجو من كل المرشحين أن يحترموا بعضهم بعضا والا يدخلوا الى حرم الخصوصية الشخصية.
الوصية الثانية: هذه مناسبة لكي يمارس المواطنون حقهم في الانتخاب. ممنوع على أهل زحلة ان يبقوا في منازلهم يوم الانتخاب. نهار الأحد نذهب الى القداس، نصلي، وبعدها ندلي بأصواتنا بحسب ما نراه موافقا لهذه المدينة، كلنا ملتزمون أن ندلي بأصواتنا في هذه الإنتخابات الديموقراطية، ونأمل أن يكون لدينا بلدية تعمل على نقل المدينة الى مصاف أرقى المدن العالمية. واطلب منكم ان نصلي لكي تكون مدينتنا مدينة سلام، مدينة محبة وتآخ بين كل مكونات المجتمع الزحلي”.
وطنية