ترأس راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش قداسا احتفاليا لمناسبة عيد سيدة لورد، في كابيلا مدرسة سيدة لورد التابعة لراهبات القلبين الأقدسين في البربارة – زحلة، عاونه فيه النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم.
حضر القداس مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، الرئيسة العامة لراهبات القلبين الأقدسين الأم دانييلا حروق، رئيسة المدرسة الأخت كوليت مغبغب، رئيسة ثانوية القلبين الأقدسين في زحلة الأم سلوى حايك، وعدد من الراهبات وجمهور كبير من المؤمنين.
العظة
بعد الإنجيل المقدس، ألقى درويش عظة شكر فيها الراهبات على عملهن في زحلة، وضمنها معاني تكريم مريم العذراء، وقال: “أتوجه بالمعايدة اليوم بشكل خاص لأخواتنا الراهبات في مدرسة سيدة لورد وكل راهبات القلبين الأقدسين، وهي مناسبة لأشكرهن باسم الكنيسة على عملهن في الحقل التربوي والرسولي والروحي في هذه المدينة وفي ابرشيتنا وفي كنيستنا، سواء في ثانوية القلبين الأقدسين الراسية، او مدرسة مار يوسف الصخرة او في التعليم المسيحي. حضوركن اخواتي الراهبات حضور بركة في هذه المدينة، والرسالة التي تقمن بها بنوع خاص مع اخوتنا المحتاجين والفقراء هي رسالة الكنيسة اليوم، وتعطي معنى لوجودنا ككهنة وراهبات، مكرسين ومكرسات في هذا المجتمع، علما أن التواصل الإجتماعي لا يرحمكن ولا يرحمنا، عند اقل حدث ينهالون علينا بشتى انواع التهجم. على كل حال هذه هي رسالتنا، وطبيعة تكريسنا ان نكون مصابين بسهام الآخرين “طوبى لكم اذا اضطهدوكم”.
أضاف: “الحادثة التي حصلت مؤخرا في بلدة بكفتين في الكورة، اكبر دليل على اننا مستهدفون، مع ذلك هي اشارة من الرب لتكثيف عملنا مع الفقراء والمحتاجين. نحن مدعوون ككنيسة ان نكون أقرب من شعبنا، وانا أعرف انكن في هذه المدرسة وفي مدرسة مار يوسف الصخرة بنوع خاص، تتوجهن لفئة غير قادرة ان تكون في مدارس أخرى، وانا اعرف عن كثب من رئيسة مدرسة الراسية مقدار المساعدات التي تقدمنها للطلاب. اذا اطلع الناس بشكل قريب جدا على عمل الرهبان والراهبات وعمل الكهنة والكنيسة اليوم، سيرتدون اكثر ويساعدون اكثر. نصلي اليوم لكل الذين يتطاولون على الإكليروس، كي يساعدهم الرب ليروا اكثر، ويساعدنا لكي نتواضع اكثر”.
وتابع: “كما قرأنا في انجيل اليوم، انجيل الفريسي والعشار، الإنجيل الذي يحضرنا الى مسيرة جميلة جدا في حياتنا المسيحية، مسيرة الصوم المقدس التي نبدأها بعد اربعة اسابيع. هذا الأحد هو أحد الفريسي والعشار، الأحد القادم الإبن الشاطر، الأحد الذي يليه أحد الدينونة والأحد قبل الصوم مباشرة هو أحد الغفران. هذه الأناجيل الأربعة تحضرنا لندخل في مسيرة الصوم، وبنوع خاص اليوم مسيرة الزمن التريودي، مسيرة الصلاة المثلثة، صلاة التوبة لكي نعيش هذه الفترة، ونحضر انفسنا لندخل في الزمن المقدس”.
وقال: “الفريسي والعشار يمثلوننا جميعا. كان الفريسي يعتقد نفسه طاهرا، يصلي ويصوم ويحسن الى الناس، لكن كان ينقصه التواضع. هذا التواضع وجدناه لدى العشار الذي كان يعتبر نفسه خاطئا ولكنه كان متواضعا. اليوم في تربيتنا التي نقدمها في مدارسنا وفي كنائسنا والأهل بنوع خاص، نحن مدعوون لتربية اولادنا على فضيلة التواضع التي كادت ان تنقرض من العالم، لأن العشار دخل خاطئا ويقول يسوع انه خرج مبررا وممتلئا من النعم من وجود الرب وحضوره في حياته، بينما الفريسي دخل صانعا للخير والصدقات وخرج ممتلئا من الخطايا لأنه اتكل على نفسه ولم يتكل على الرب”.
أضاف: “حسب خبرتي، ينقصنا في زحلة التجاوب بين الأهل والمدارس الخاصة والراهبات والكهنة. عائلاتنا تهتم بحالها ولا تهتم بالأولاد. ربما يجب ان ندعو الى ثورة في هذا الموضوع لكي يعود الأهل ويتلاقوا ويتجاوبوا اكثر مع المدرسة. علينا العودة الى تقاليدنا، الى النظام التربوي الذي نشأ عليه الجيل القديم”.
وتابع: “اليوم نعيد عيد سيدة لورد. ما بين 11 شباط و 14 أيار 1858 ظهرت مريم العذراء 18 مرة في مدينة لورد جنوبي فرنسا، على صبية اسمها برناديت وحملتها رسائل. اليوم نعيد ذكرى ظهور مريم العذراء على القديسة برناديت. ليس المهم ان نحتفل بالذكرى، العذراء تظهر لنا بمحبتها وبعنايتها لكل واحد منا، واول اعجوبة في الإنجيل عندما انتبهت العذراء الى نقص الخمر في عرس قانا الجليل، وما زالت تنتبه الى نقص المحبة في قلوبنا وفي عائلاتنا، الى نقص النعمة التي نرفضها في حياتنا، وهي ما زالت تقول ليسوع انتبه فرغ الخمر لديهم، اطلب منك اعجوبة جديدة، فرغ الخمر من قلب كل واحد منا، فرغت المحبة من قلوب كل الناس، وتطلب من يسوع ان يملأ هذه المحبة من جديد في قلوبنا، وهي ما زالت حاضرة في حياتنا”.
وختم: “أطلب من الرب أن ينمي المحبة في بلدنا، في مدينتنا، في قلوبنا وقلوب عائلاتنا لنكون نحن المكرسين والعلمانيين فريقا واحدا، عائلة واحدة، واذا كنا عائلة واحدة نكون شهودا لحضور يسوع المسيح في مجتمعنا. اما اذا شعرنا ان المكرسين في مكان والعلمانيين في مكان آخر، فهذه ليست علامة الوحدة ولا علامة شهادة لعالمنا الموجودين فيه، وحدتنا هي الشهادة المطلوبة منا”.
وبعد القداس انتقل الحضور الى صالون المدرسة حيث تبادلوا التهاني بالعيد.
وطنية