احتفلت الجمعية الخيرية الكاثوليكية في زحلة بعيدها الثالث والثلاثين بعد المئة، بقداس احتفالي اقيم في كاتدرائية سيدة النجاة، ترأسه رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، وعاونه النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم والابوان ادمون بخاش وجان بول ابو نعوم، بحضور المدير العام لوزارة الزراعة المهندس لويس لحود، رئيس جمعية تجار زحلة زياد سعادة، رئيس الهيئة الإدارية في الجمعية كابي بريدي واعضاء الهيئة، اعضاء الجمعية الخيرية وجمهور كبير من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، القى المطران درويش عظة توجه فيها بالتهنئة لأعضاء الجمعية مثمنا عملهم في خدمة الفقراء، وقال: “أحبوا بعضكم بعضا كما أنا أحببتكم”. هذا المقطع من الإنجيل، هو كلام ثوري! فالتفكير والقول أنه علينا أن نحب بعضنا كما أحبنا المسيح، هو ثورة حقيقية نحتاج اليها! إنها وصية ملزمة تتوجه لكل واحد منا.
الأمانة لوصية المحبة هي وصية أبوية وموجهة لكل واحد منا. وبقدر ما يحافظ عليها يمكنه أن يتحمل مسؤولية الإنسان الآخر ويدخل بعلاقة عميقة معه.
الذي يحب الآخر لا سيما الإنسان الضعيف هو شخص ناضج، ومسيرته في الحياة تكون مسيرة جميلة وموقفه من الآخر يتسم بالعطاء.
الذي يحب الآخر هو قديس، لأن القداسة تكمن بالخروج من الذات والانفتاح على الآخر والالتقاء به وخدمته. فالدعوة المسيحية هي دعوى للخدمة، خدمة الآخر والعناية به، دعوى لخدمة الجماعة بمحبة وعاطفة وحنان. الكنيسة تحتاج اليوم إلى رجال ونساء لمس قلبهم الروح القدس، يحملون للناس الابتسامة والفرح ويصغون اليهم بتعاطف وفرح وصدق”.
اضاف: “نقرأ في أعمال الرسل هذا المقطع الجميل: “أريتكم في كل شيء كيف يجب علينا أن نساعد الضعفاء، متذكرين كلام الرب يسوع السعادة في العطاء أعظم منها في الأخذ” (رسل20/35). إن خدمة الآخر تعطينا مزيدا من الفرح لنا وللآخرين كما أنها تعطينا اكتفاء ذاتيا بأننا نبني الآخر.
يقول البابا فرنسيس أن الكنيسة ليست بحاجة إلى روحانية كاذبة، إنها بحاجة إلى ناس متحمسين يخرجون من ذواتهم وبيوتهم ويذهبون إلى حيث نجد الأخ الجريح، الضعيف والفقير والمظلوم، فهناك نجد يسوع. عندما كانت الجموع تسمع يسوع أتى التلاميذ يقولون ليسوع أن يصرفهم لأنهم جاعوا فسألهم يسوع أن يجلبوا ما لديهم من الخبز والسمك، وبعد أن كثرها طلب منهم أن يوزعوها. يسوع يطلب منا اليوم أن نصغي للناس ونفتش عن حاجاتهم وعندما نلتقي هؤلاء نحسبهم كما لو كانوا من عائلاتنا”.
وعن الجمعية الخيرية الكاثوليكية قال درويش: “العمل الاجتماعي الذي تقوم به الجمعية الخيرية بكل مشاريعها وهي كثيرة، بدءا من طاولة يوحنا الرحيم إلى التفاتتها الى فقراء زحلة والجوار، يتطلب قوة وشجاعة والكثير من الرحمة، لذلك نعتبر أن كل عمل يقومون به هو نوع من الجهاد الروحي الرائع، وهذا هو مصدر فرحهم وسلامهم”.
وتابع: “من هي الجمعية الخيرية، إنها كل واحد منا، كل زحلي هو فرد من أفراد الجمعية وكل مؤمن بيسوع المسيح هو فرد من أفراد الجمعية، فدعوتنا واضحة جدا، هي أن نلبي احتياجات القريب ونلمس قلوبهم، لأن إيماننا يمر من خلال الآخرين وليس من خلال ما نفكر به أو ما نعتقد بأنه صحيح، لذلك نحن مدعوون أن نشهد لحب يسوع لنا والشهادة تقوم بأن نحب بعضنا بعضا. فالجمعية الخيرية الكاثوليكية هي لأهل زحلة ولكل المحتاجين وتنتظر منكم أن تكونوا سندا وعونا لها لتكمل رسالتها. وهي تعدكم بأن تكون حاضرة كما كانت دائما لخدمة الفقير والمحتاج. وهي اليوم تحاول جاهدة تطوير نشاطاتها بحيث يصبح عملها مؤسساتيا يشمل اكبر شريحة ممكنة من المعوزين والعائلات التي هي بحاجة الى مؤازرة ودعم لتخطي مصاعب الحياة”.
وختم درويش: “أدعوكم أخيرا أن تكونوا شهودا للحب، ويسوع يسألكم كما سأل بطرس: “هل تحبني؟ فماذا تجيبونه؟ نعم نحبك بالفقير والمحتاج والمعوز.
آمل أن يوقد هذا القداس الإلهي قلوبكم وتتجددوا من خلال حب الله لكم، بنعمة الله وشفاعة مريم أم الرحمة”.
وفي ختام عظته، دعا المطران درويش المؤمنين الى المشاركة الكثيفة في الإعتصام السلمي تضامنا مع شركة كهرباء زحلة يوم غد الإثنين.
وطنية