ترأس رئيس أساقفة الفرزل والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش القداس الإلهي في مستشفى تلشيحا – زحلة، في “يوم المريض العالمي”، عاونه فيه الأب جان بول أبو نعوم، في حضور مديرة المستشفى ماريزا مهنا وأعضاء اللجنة العليا للمستشفى، ممثل المطران جوزف معوض المونسنيور جورج معوشي، رئيس دير مار يوسف للرهبان الأنطونيين الأب مارون أبو جودة، رئيس دير مار الياس الطوق الأب جان مطران، رئيس دير تعنايل للآباء اليسوعيين الأب عزيز حلاق، رئيس الكلية الشرقية الأب سابا سعد، الأب مخائيل الحداد، الأب بيار نادر، الأب نرسيس جرمكيان، رئيس مصلحة الصحة في البقاع الدكتور غسان زلاقط.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران درويش عظة ركز فيها على “أهمية الاعتناء بالمريض”، وقال: “إن العالم كله يصلي اليوم من أجل المرضى، ومن أجل الذين يعملون بجهد وتفان مع المتألمين والمرضى. لقد بدأ اليوم العالمي للمريض في عام 1992 مع البابا القديس يوحنا بولس الثاني، الذي اختبر هو نفسه المرض، وبذلك أراد أن يشجع الناس ليصلوا لأجل الذين يتألمون بمرضهم وللذين يهتمون بهم، وصار هذا اليوم عالميا في 11 شباط 1993. كما ان هذا اليوم يوافق حسب الروزنامة الغربية عيد سيدة لورد”.
أضاف: “يتحدث الإنجيليون عن حياة يسوع المسيح ويشهدون على أنه كان يبشر بالكلام ويشفي المرضى ويخبرهم بأن ملكوت الله صار قريبا. ومنذ ذلك الوقت، عملت الكنيسة على تكملة عمل المسيح ورسالته: البشارة والإعتناء بمرضى الجسد والروح، ومن يقرأ الإنجيل ويتأمل بما جاء فيه يعرف أن الله يرغب في أن يشفي الإنسان، لكن قبل أن يشفي الجسد، كان دوما يشفي النفس، كما في حادثة شفاء المخلع”.
وتابع: “على مثال يسوع نحن نعمل مع المرضى، وإن شعار “صحتك بتهمنا” الذي اتخذناه يعني العناية بالجسد والنفس. وعندما أطلقنا برنامج رعوية الصحة، كنا نريد أن يتكامل عملنا. فكل من يعمل مع المريض، من أطباء، ممرضين، ممرضات، إداريين وموظفين، عليهم أن ينموا في الحنان والرأفة والمحبة ليكونوا صورة المسيح الحنون والمحب البشر. كما اننا نريد ان نرى في المريض وجه المسيح المتألم، فهو حاضر معنا في آلامنا وفشلنا، كما هو حاضر في نجاحاتنا وفرحنا. لقد أعطى يسوع بآلامه معنى جديدا للألم فصار الألم طريقا للخلاص. أما مريم العذراء فكانت شاهدة لآلام يسوع، تألمت معه، ورافقته حتى الصليب ودمعت عليه، كما تدمع كل أم. لذلك، لا نتعجب أبدا أن تقدم الكنيسة مريم العذراء مثالا للذين يهتمون بالمرضى. ونحن بتكريسنا مستشفى تلشيحا لمريم، قدمنا إليها كل مرضانا لتكون عونا لهم وبلسما يشفي جراحاتهم، ولترافق أهل المرضى وتعضد الأطباء والممرضين، فالعذراء مريم هي أم جميع المرضى والمتألمين وأم البشرية جمعاء تسير معنا وترافقنا حتى نصل إلى القيامة”.
وشكر درويش “المدير الطبي السابق في المستشفى الدكتور ميشال فرزلي، الذي تمتع بمصداقية كبيرة واحتراف عال كمدير طبي فاق توقعات الجميع، عرف أن يوازن بين مصلحتي المستشفى والأطباء، وكان لينا مع الجميع، لكنه كان حازما بما يخص عمله كمدير طبي”، وقال: “لقد عمل أكثر من سنتين مديرا طبيا من دون مقابل، وهذا يدل على كرم في الأخلاق والعطاء، فبإسمي وبإسم مجلس الإدارة اشكره على عمله، وأقدم إليه عربون محبة وتقدير أيقونة السيدة العذراء أم الحنان”.
ورحب ب”المدير الطبي الجديد الدكتور جوزف هليط”، متمنيا له “التوفيق في مهامه”، مجددا الثقة ب”إدارة المستشفى وبالعمل المتفاني الذي تقوم به المديرة ماريزا مهنا بهدف تطوير المستشفى ونمائه”.
وأعلن عن “إنشاء لجنة مشرفة على سير العمل في المستشفى، هدفها دعم الإدارة ومساعدة المطران في الرؤية والتخطيط لمستقبل أفضل للمستشفى”، لافتا إلى أن “هذه اللجنة مؤلفة من الكولونيل سامي ديب، المحافظ السابق نقولا سابا و غسان خوري”.
وفي الختام، كانت شهادة حياة لإحدى المريضات التي تم علاجها في مستشفى تلشيحا من مرض عضال.
وبعد القداس، جال درويش ترافقه مديرة المستشفى وأعضاء لجنة رعوية الصحة على المرضى في غرفهم، متمنيا لهم الشفاء العاجل.
وطنية