وطنية – ترأس راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش قداسا احتفاليا، لمناسبة عيد مولد مار يوحنا المعمدان، وذلك في كنيسة مار يوحنا – حوش الزراعنة في زحلة، عاونه فيه النائب الأسقفي العام الأرشمندريت نقولا حكيم، خادم الرعية الأب فادي بركيل، الآباء: نضال جبلي، حنا كنعان واومير عبيدي، وحضره حشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران درويش عظة توجه فيها، بالتهنئة لكل الذين يحتفلون بالعيد، ومن أبناء الرعية جميعا في عيد شفيع رعيتهم، ومما قال:”الأسبوع الماضي أنهينا أعمال السينودس المقدس، وخلال السينودس طرحت مواضيع متعددة، درسها المطارنة وأعطوا توجيهات بخصوصها الى الرعايا في كل العالم. احد ابرز هذه المواضيع هو موضوع العائلة. انتم تعرفون ان العائلة هي خلية المجتمع وخلية الكنيسة. من دون عائلة لا يوجد مجتمع ولا كنيسة، واذا تصدعت العائلة تتصدع الكنيسة، واذا انحلت العائلة ينحل الوطن. الآباء القديسون كانوا يقولون بأن العائلة هي كنيسة مصغرة، الكنيسة البيتية، ولكن في هذه الأيام هناك تحديات كبرى امام العائلة، تحديات صعبة وعلينا ان نكون واعين لكي نجد طريقة لتخطي هذه التحديات وازالتها”.
وعرض درويش لمختلف التحديات التي تواجه العائلات اليوم فقال:”التحدي الأول – الحب: هناك اليوم نقص في الحب لدى العائلات، اصبح كل فرد من العائلة يتطلع الى مصلحته الخاصة، لم يعد هناك شيء يجمعهم كما في السابق، وهذا تحد كبير لنا. من دون الحب العائلة تصبح مهددة بالإنقسام والتفكك. الحب وحده يجمع ويجعلنا نتخطى كل الخلافات والتناقضات الموجودة بين افراد الأسرة، كل الخلافات تحل اذا ما احيينا شعلة الحب بين الرجل والمرأة والأولاد في العائلة”.
اضاف:”التحدي الثاني – السطحية والجهل: ففي هذا الموضوع علينا الذهاب الى عمق الأمور دائما وهذا يتطلب جهدا من العائلة، ولكي نذهب الى عمق الأمور علينا العودة الى قراءة الإنجيل والتعلم منه من جديد. الإنسان الواعي هو الذي لا يوقف الدرس والبحث. لذلك ولكي نتجنب السطحية علينا العودة دائما الى الكتاب المقدس لكي يكون لنا منارة وطريقا في حياتنا”.
وتابع:”التحدي الثالث – الحوار:تلاحظون اليوم غياب الحوار في العائلات، كل فرد من العائلة مشغول على هاتفه بوسائل التواصل الإجتماعي، كل فرد معزول في زاوية وبالكاد يلقي افراد العائلة التحية على بعضهم. رب العائلة نسي انه عليه مشاركة همومه مع زوجته، وكذلك المرأة، ونسوا انه عليهم سويا الإهتمام بالأولاد وتنشئتهم لكي يستمدوا الخبرة من اهلهم. تحدي الحوار هو اكبر تحد اليوم ويطال عائلاتنا، لذلك علينا ان نرجع للحوار مع بعضنا فهو يقربنا من بعضنا”.
اضاف درويش التحدي الرابع – الفردية:العائلة اصبحت منطوية على ذاتها، اكبر خطر نستورده من الغرب هو ان العائلة اصبحت منكمشة على بعضها، كل عائلة لديها همومها فقط. بينما تراثنا وتقاليدنا في لبنان والشرق تقول ان العائلة هي العائلة الكبيرة وليس فقط العائلة الصغيرة. تحدي الفردية علينا معالجته بإنفتاحنا وحوارنا مع الآخرين. والتحدي الأصعب هو البعد عن الله الذي هو مصدر كل شيء، واذا لم يعد كذلك بالنسبة الينا، فهذا هو التحدي بعينه، ربنا هو مرجعيتنا وعلينا ان نعود اليه”.
التحدي الخامس – الحفلات والبذخ:هنا نتكلم عن حفلات الأعراس والمناولة الإحتفالية والعمادات. كل عائلة اصبحت تسابق عائلة اخرى لإقامة حفلة اكبر، وتصرف اموالاً اكثر من العائلة الأخرى، وهذا ما يرتب على المسيحيين ديناً فوق دين، وشبابنا المقبل على الزواج يدفع مبالغ كبيرة هو بحاجة على الأقل الى عشر سنوات ليتخطى هذا الدين، وعندها يكون الغير قد سبقنا وبنى مستقبله ونحن ما زلنا تحت الأرض، هذا تحدٍ كبير . هل تملك عائلاتنا اليوم الجرأة لنتخطى هذا التحدي ونعيش ابسط مما نعيشه اليوم”.
التحدي السادس – الإعلام:الإعلام والحديث على بعضنا البعض ونقل الأخبار والإشاعات يشكل تحديا يدمر بلدا فكيف بالأحرى العائلة ؟ علينا ان نعلم اولادنا الا يصدقوا كل ما يحكى في الإعلام، علينا نحن ايضا ان ننتبه من الإعلام في كل مجالاته، سواء في التلفزيون ام في الجرائد ام في الإنترنت ام في اي مصدر آخر، لأن الإعلام ممكن ان يأخذنا في طريق بعيدة تماما عن الطريق الصحيحة. ما الحل ؟” الحل هو ان يكون المسيح موجودا في صفوفنا، في تصرفاتنا وكل حديثنا، والحل الأفضل هو ان نكون جميعا عائلة من اجل المسيح، نعلن معها ان الإيمان وحده قادر ان يحفظنا ويجعلنا نتخطى كل هذه التحديات والصعوبات”.