ترأس راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش رتبة تكريس المذابح الجديدة في كنيسة مقام سيدة زحلة والبقاع، والتي قدمتها “جماعة مديغورييه” المصلية في المقام، في قداس احتفالي عاونه فيه خادم المقام الأب ايلي ابو شعيا ومعاونه الأب اومير عبيدي والأب طوني رزق، في حضور جماعة مديغورييه ورئيستها مارلين فتوش، وجمهور من المؤمنين، وخدمته جوقة مار الياس المخلصية بقيادة فادي نحاس.
في بداية القداس بارك درويش المياه ثم رش المذبح والمؤمنين بالماء المقدس ليلبس بعدها المذبح ويبخره تاليا صلوات.
العظة
وبعد الإنجيل المقدس ألقى درويش عظة قال فيها: “يسعدني جدا أن أحتفل معكم بالذبيحة الإلهية حيث نكرس المذبح الجديد بحضور كهنة مقام سيدة زحلة الأب ايلي أبو شعيا والأب أومير عبيدي، والأب طوني رزق وفي حضور هذا العدد الكريم من أبنائنا وبناتنا وبخاصة جماعة مدغوريه المصلية الذي يعود لها الفضل بإتمام أعمال المذبح الجديد، نشكرهم على التزامهم العمل بصمت وبسخاء في هذه الكنيسة المقدسة ونشكر بخاصة السيدة مرلين فتوش التي تقود هذه الجماعة منذ تأسيسها، فهذا الهيكل الذي كرسناه على اسم مريم العذراء هو ثمرة جهد هذه الجماعة. هذا الهيكل المصنوع بدقة وفن، الذي نضحناه بالماء المقدس ودهناه بالميرون المقدس أصبح الآن مقدسا وأدخل إلى قلوبنا الفرح والسرور”.
أضاف: “إن مريم، صاحبة هذا الهيكل، تعلمنا اليوم وتريدنا بأن نكون تلاميذا ليسوع. وكما فتحت قلبها له وحفظت كل كلمة تفوه بها، تطلب منا اليوم أن نكون بدورنا تلاميذا له. وكما التلميذ يطيع معلمه ويتمثل به ويصغي إليه ويحبه، تريدنا ايضا أن نضع حياتنا بخدمة الإنجيل وفي خدمة أبناء الإنجيل.
عندما ننظر إلى هذا الهيكل نتأمل بأيقونة العشاء السري المرسومة عليه. هذا السر العظيم الذي تركه لنا يسوع المسيح وتسلمناه منه، كعطية شخصية من إنسانيته المقدسة وكعطية تدبيره الخلاصي.
في كل مرة نحتفل بهذا السر، نذكر موت ربنا وقيامته، ونختبر حبَّه العظيم لنا، فيصير هذا الحدث حاضرا ونحن فيه حاضرون وكل مؤمن يستطيع أن يشارك فيه ويتذوق ثماره بطريقة لا تنضب. هذا هو الإيمان الذي أحيا الأجيال المسيحية على مر القرون والذي ما زال يحيي حياتنا الروحية”.
وتابع درويش: “لكن الهيكل الذي كرسناه اليوم يبقى هيكلا من حجر. إن هيكل الله الحقيقي هو أنتم كما يقول بولس الرسول: “أما تعلمون أنتم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم؟ (1كور3/16). والأيقونة المرسومة على الهيكل هي أنتم، فإن سلكتم حسنا، تستمر تلك الأيقونة السماوية فيكم.
إن الصلوات والتسابيح والأناشيد التي رافقت رتبة تكريس الهيكل هي نقطة البداية، فسنبقى، نحن الكهنة، نصلي معكم بفرح وحب بروح الطاعة والتواضع، لنختبر عمل الروح القدس الدائم في حياتنا. وهذا الهيكل المقدس سيجمعنا دوما بحب متبادل وفي لقاء حي مع الله ومع بعضنا البعض.
ومثل الفريسي والعشار الذي قرأناه اليوم على مسامع محبتكم هو خير دليل لنا يعلمنا كيف نمثل أمام الله ويدلنا على الطريق الفضلى للتضرع الى الله ليرحمنا ويغفر لنا.
فخطايا العشار كانت كثيرة لكنه كان صادقا ومتواضعا في اعترافاته وإقراره بأنه خاطئ وبأنه يحتاج إلى رحمة الله ومساعدته، عاد إلى بيته مبررا دون ذاك الفريسي. لأنَّ كل من رفع نفسه وضع.
يتوجه اليوم يسوع ويقول لنا ما قاله للفريسي: “أود أن أراكم تحبون بعضم وترحمون بعضكم، ليس فقط أن تحافظوا على الوصايا وتقدموا الذبائح. الأحرى بكم أولا أن تقدموا حبكم للآخرين بدل إدانتهم، وتهتموا بما يعانيه الآخرون بدل أن تهتموا بسياساتكم الضيقة”.
وختم: “إن استقامة الإنسان تكمن بتواضعه وبمسامحة من أساء إليه. الإنسان المستقيم هو الذي يحتاج إلى رحمة الله ونعمته. فلنتشبه بالعشار الذي كان يردد “اللهم ارحمني أنا الخاطئ”.
وطنية