دعا بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس إخوته البطاركة وكبار الأساقفة في الكنائس الأرثوذكسية إلى تكريم التزامهم والانضمام إليه في مجلس الكنيسة الأرثوذكسية المقدّس، بعد أن أعلنت الكنيسة الإنطاكية والبلغارية والجورجية والأرثوذكسية الروسية عدم مشاركتها في اللقاء الذي سيُعقد بين 19 و26 حزيران الحالي في جزيرة كريت اليونانية. ويهدف اللقاء إلى مناقشة مواضيع عديدة من بينها الزواج والصيام وتنظيم الحياة الكنسيّة في البلدان الواقعة خارج النطاق الأرثوذكسي التقليدي، إضافة إلى التركيز على العلاقة الأرثوذكسية بالمسيحيين الآخرين.
وبحسب مقال أعدّته سيندي وودن ونشره موقع catholicherald.co.uk الإلكتروني، كان بطاركة وقادة الكنائس الأرثوذكسية المستقلّة الأربعة عشر قد التقوا في سويسرا في كانون الثاني الماضي، وصوّتوا بالإجماع على انعقاد المجلس الذي سيكون الأوّل منذ أكثر من ألف سنة. كما واعتمدوا الإجراءات التي ستُتّبع ومسوّدات النصوص التي سيتمّ التصويت عليها. إلّا أنّه قبل أيام على الافتتاحية المقرّرة للمجلس، اعترض سينودس بعض الكنائس على أجزاء من النصوص المقترحة أو على الإجراءات، أو على الاثنين معاً. من الجدير بالذكر هنا أنّ الكاردينال كيرت كوش رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين، والأسقف براين فاريل أمين عام المجلس، سيحضران اللقاء كمراقبَين، بناء على دعوة من البطريرك برثلماوس.
أمّا البطريرك برثلماوس الذي وصل إلى كريت يوم الأربعاء فقد قال إنّ المشاركة في المجلس “مهمّة مقدّسة”، مشيراً إلى أنّ من يقرّرون عدم المشاركة سيتحمّلون مسؤولية التراجع عن التزامهم بتحقيق “الرؤية التي تحبّها جميع الكنائس، ألا وهي إعلان وحدة الكنيسة الأرثوذكسية والتوصّل إلى حلّ للمشاكل التي تهمّ العالم الأرثوذكسي”.
من ناحية أخرى، وبعد ساعات على وصول البطريرك إلى كريت، عقد اللاهوتيّون الأرثوذكس، بمن فيهم سفيرَي جورجيا ورومانيا لدى الكرسي الرسولي، مؤتمراً في روما لمناقشة محتوى 6 ملفّات مقترحة للمجلس، ولمناقشة أهمية المجلس بهدف إظهار الوحدة الأرثوذكسية، حيث برز الخلاف على “الحاجة إلى بذل الجهود في تطبيق الوحدة في عالم اليوم، وتخطّي أشباح التاريخ المزعج”.
إذاعة الفاتيكان