اختتم نهاية الأسبوع الفائت القسم الأخير من التحقيق في دعوى تقديس البطريرك مار الياس بطرس الحويك في الدير الأم لراهبات العائلة المقدسة المارونيات في عبرين، في حضور مطران أبرشية البترون المكلّف من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي منير خيرالله، والنائب البطريركي الماروني المشرف على الدعوى المطران حنا علوان، ورئيس محكمة تحقيق الدعوى الأباتي مارون نصر. كذلك حضرت الرئيسة العامة لراهبات العائلة المقدسة الأم أنطوانيت سعادة. وقد نقل المطران علوان الدعوى إلى مجمع القديسين في روما.
ويقع التحقيق في الدعوى في 1200 صفحة فولسكاب، ويؤمل ألا تطول الدعوى في الفاتيكان ويعلن البطريرك الحويك مكرّماً على المذابح ثم طوباوياً، أما المرحلة الأخيرة وهي مرحلة القداسة فتعلن في الفاتيكان بعد اكتمال معطياتها والبناء على أعجوبة.
ويذكر أن البطريرك الحويك الذي لقب بـ”رجل العناية” لاتكاله على الله في كل ما يقوم به، هو من رجالات لبنان والكنيسة العظام. فهو من مواليد حلتا – البترون عام 1843، وتوفي ليلة عيد الميلاد في 24 كانون الأول 1931، ومن أعماله بناء الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، وتأسيسه جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات عام 1895، وعندما انتخب بطريركاً عام 1899 أعاد فتح المدرسة المارونية في روما وأسس كنيسة سيدة لبنان في باريس وضمها إلى البطريركية المارونية، كذلك أسس أبرشية مصر المارونية، والبيت الماروني في القدس. وهو بنى خلال ولايته البطريركية 22 كنيسة مارونية في لبنان. وأكثر ما شهر البطريرك الحويك فتحه أبواب بكركي وأديار الرهبانيات المارونية عام 1916 لمساعدة الجياع إبان الحرب العالمية الأولى وكان يسجّل يومياً مجيء مئات العائلات إلى بكركي وحدها لأخذ الطعام.
والأمل وفق أوساط كنسية ألا تطول مسألة التكريم والتطويب وتأتي بعدهما مرحلة التقديس، لينضم مؤسس “راهبات العيلة” إلى قديسي لبنان شربل ورفقا ونعمة الله الحرديني، وليكون البطريرك الماروني الثالث على طريق القداسة بعد مؤسس الكنيسة المارونية البطريرك يوحنا مارون والبطريرك اسطفان الدويهي.