ترأس رئيس دير مار أنطونيوس الكبير في عربة قزحيا – قضاء زغرتا الاب مخايل فنيانوس قداس عيد شفيعه في كنيسة الدير، وعاونه الحبساء الثلاثة، وحشد من رهبان الدير، وحضر القداس قائد الدرك السابق العميد انطوان شكور، رئيس قسم أمن اللواء العاشر العميد الركن ابراهيم عبود، منسق الشمال في اللجنة الاسقفية للحوار الاسلامي المسيحي جزاف محفوض، الى عدد من رؤساء اتحاد البلديات والبلديات ومختارين من المنطقة والجوار، وحشد من المؤمنين.
وضاقت الساحات وأقفلت مداخل الدير، بالسيارات التي اصطفت ارتالا على جانبي الطريق العام، ما دفع القيمين على الدير الى اتخاذ تدابير لتفادي زحمة السير، عند دخول وخروج المواكب، فتولت عناصر من سرية درك زغرتا تأمين دخول وخروج المؤمنين، عبر باصات مخصصة للمناسبة، استأجرتها رهبانية الدير لنقلهم من الطريق العام الى الدير وبالعكس، فيما تولت عناصر أخرى تأمين السير على الطريق العام تسهيلا لركن السيارات. وتولت عناصر من الجيش اللبناني حفظ الأمن على الطريق المؤدية الى حرم الدير وفي محيطه.
وسلك المئات لا بل الآلاف من المؤمنين الطريق الداخلية الى الدير ذهابا وإيابا، سيرا على الأقدام، لزيارة الكنيسة والمغارة العجائبية القريبة منه، كي يتباركوا من شفيع الدير القديس انطونيوس الكبير، في وقت ارتفعت فيه الصلوات والقداديس على مدار الساعة، وغصت الكنيسة ومحيطها بالمؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى فنيانوس عظة تحدث فيها عن سيرة حياة القديس انطونيوس الكبير، وقال: “في زمن الإستشهاد تاق أن يصير شهيدا فترك ديره ومضى إلى الإسكندرية وكان يفتقد المسجونين على اسم المسيح ويعزيهم. فلما رأى منه الحاكم المجاهرة بالسيد المسيح وعدم المبالاة أمر أن لا يظهر بالمدينة مطلقا، ولكن القديس لم يعبأ بالتهديد وكان يواجهه ويحاربه لعله يسوقه للعذاب والإستشهاد ولكن لأن الرب حفظه لمنفعة الكثيرين فقد تركه الحاكم وشأنه وبتدبير من الله رجع القديس إلى ديره وكثر الذين يترددون عليه ويسمعون تعاليمه، ورأى أن ذلك يشغله عن العبادة فأخذ يتوغل في الصحراء الشرقية ومضى مع قوم أعراب إلى داخل البرية على مسيرة ثلاثة أيام، حيث وجد عين ماء وبعض النخيل فإختار ذلك الموضع وأقام فيه وكان العرب يأتون إليه بالخبز وكان بالبرية وحوش كثيرة طردها الرب من هناك لأجله”.
أضاف: “في بعض الأيام كان يذهب إلى الدير الخارجي ويفتقد الأخوة الذين هناك ثم يعود إلى الدير الداخلي. وبلغ صيته إلى الملك قسطنطين المحب للإله، فكتب إليه يمتدحه، ويطلب منه أن يصلي عنه. ففرح الأخوة بكتاب الملك. أما هو فلم يحفل به وقال لهم: هوذا كتب الله ملك الملوك ورب الأرباب توصينا كل يوم ونحن لا نلتفت اليها، بل نعرض عنها، وبإلحاح الأخوة عليه قائلين: أن الملك قسطنطين محب للكنيسة، قبل أن يكتب له خطابا باركه فيه، طالبا سلام الملكة والكنيسة”.
وختم فنيانوس: “اعتراه الملل ذات يوم فسمع صوتا يقول له اخرج خارجا وأنظر، فخرج ورأى ملاكا متوشحا بزنار صليب مثال الأسكيم المقدس، وعلى رأسه قلنسوة، وهو جالس يضفر، ثم يقوم ليصلي، ثم يجلس ليضفر أيضا. وأتاه صوت يقول له ياأنطونيوس افعل هكذا وأنت تستريح. فاتخذ لنفسه هذا الزي من ذلك الوقت وصار يعمل الضفيرة ولم يعد إليه الملل. وتنبأ عن الاضطهاد الذي سيحل بالكنيسة وتسلط الهراطقة عليها، ثم أعادتها إلى حالتها الأولى وعلى أنقضاء الزمان. ولما زاره القديس مكاريوس ألبسه زي الرهبنة وأنبأه بما سيكون منه”.
بعدالقداس، تقبل فنيانوس والى جانبه رهبان الدير التهاني بالعيد من المشاركين في القداس، ومن زواره، وكانت هريسة العيد حاضرة تناولها الجميع لقمة بركة لمناسبة العيد.
وطنية