في اعالي جرد بلدة بقاعكفرا، وعلى تلة من تلالها، يتربع دير أثري قديم يحمل اسم دير مار حوشب نسبة الى اسم البطريرك القديس الشهيد اوسابيوس حوشب، وهو من أجل القديسين الشرقيين الذين كانوا درعا للايمان الكاثوليكي. ولد في مدينة سميساط القائمة على نهر الفرات في وائل القرن الرابع ولم يعرف حتى الان كيفية وجود الدير له وعلى اسمه في بقاعكفرا.
لهذا الدير اهمية كبرى لدى ابناء البلدة والجوار حيث تعلم فيه قديس البلدة مار شربل الكتابة والقراءة على ايدي كهنة الرعية وكذلك السريانية والصلاة .
في الخمسينيات قدمت الى الدير الراهبات الانطونيات حيث تعلم على ايديهن لفترة وجيزة الكبار من اهالي البلدة الكتابة والقراءة.
بعد التعرف على الدير واهميته وطريقة بنائه وطريقة عيش الكهنة فيه، زارت لجنة الآثار في لبنان مقره ووضعت له تاريخا يناهز 1200 عام، بينما كان هناك راي اخر للجنة الاثرية الالمانية التي تفقدت الدير حيث وضعت له عمر يناهز 1500 عام، وأكدت أنه بناء مبني على أنقاض معبد وثني.
حاليا، يهتم بشؤون الدير الاخ جورج داوود وهو يقطن فيه صيفا شتاء ويلعب دورا مهما في مواكبة النشاطات الروحية في الرعية ويعمل على توجيه الاخوية وارشاد الحركات الرسولية والطلائع والفرسان والشبيبة، ويعنى بالشؤون الانسانية والاجتماعية في البلدة منذ اكثر من 21 عاما.
إشارة إلى أنه في العام 2012، وضع للقديس حوشب طلبة صلاة كان وضعها له الحبيس يوحنا خوند وهي اول طلبة له بدأ ينشدها ويرتلها المؤمنون.
دير مار حوشب هو مركز اشعاع روحي حيث تقام فيه اللقاءات الروحية كونه المدرسة الام للقديس شربل. وقد عمل على ترميمه أخيرا، من دون المس بتراثه ومميزاته وقدمه، وقد جهز حديثا بساحة خارجية كبيرة في الطبيعة، بالاضافة الى مذبح خارجي في الهواء الطلق وقد خصصت كل هذه المساحات للاحتفالات الدينية والاعراس والمناسبات الروحية.
وقد كرس المذبح الخارجي النائب البطريركي العام على الجبة المطران مارون العمار في قداس احتفالي اقيم لهذه الغاية نهار الجمعة 29 أيلول الفائت.
تحقيق بدوي حبق
الوكالة الوطنية للإعلام