أقيم في اليوم الثاني لاستقبال دير مار سمعان القرن في بلدة ايطو في قضاء زغرتا ذخائر القديسة رفقا، قداس الهي ترأسه المطران جوزف معوض وشارك فيه كهنة رعية زغرتا اهدن وحضره الأب بول القزي ورئيسة راهبات دير مار سمعان القرن، اضافة الى حشد من الفاعليات البلدية، والنقابية، والثقافية، والتربوية، ومؤمنين من مناطق زغرتا الزاوية.
بعد الانجيل المقدس القى معوض عظة قال فيها: “نحتفل اليوم بالذبيحة الالهية بمناسبة استقبال ذخائر القديسة رفقا في دير مار سمعان ايطو في الذكرى المئوية لوفاتها سنة 1914 وفي ذكرى ابراز القديسة رفقا لنذورها في هذا الدير في 25 أب سنة 1872. ونحتفل أيضا بالذبية الالهية استعدادا لعيد مار سمعان العامودي في اول ايلول والذي هو شفيع هذا الدير”.
وتوجه بالتهنئة الى رئيسة الدير والراهبات و”الى كل راهبات الرهبانيات المارونيات وعلى راسهم الرئيسة العامة الاخت صوني الغصين”، كما توجه بالتحية “الى الاب بول القزي الذي يرافق الذخائر من مكان الى مكان والى كل الاباء الموجودين معنا من نيابة اهدن زغرتا ومن ابرشية طرابلس ودير مار انطونيوس قزحيا”.
وقال: “نلتقي اليوم لنتبرك من ذخائر القديسة رفقا التي تباركت بشخصها ونطلب شفاعتها ومعا نتامل بمحطات بارزة عاشتها القديسة رفقا في هذا الدير وبصورة خاصة ابرازها لنذوراتها في مثل هذا اليوم. القديسة رفقا اتت الى هذا الدير مار سمعان ايطو سنة 1871 بعد ما كانت راهبة في جمعية المريمات وبالهام من الله وصل اليها عبر علامة رأتها في الحلم وتحدثت عنها حينها للام الرئيسة وبنتيجتها اتت الى الدير وعاشت فيه”.
أضاف: “ان الرب بعنايته الالهية يقود خطواتنا في الحياة ويعطينا علامات تساعدنا على اكمال مسيرتنا، ومن هذه العلامات ومن ابرزها كلمته المدونة في الكتاب المقدس والمعلنة في الكنيسة. كما يعطينا علامات في الحياة ومن خلال اختباراتنا الروحية ومن خلال هذه العلامات نكتشف ما هي ارادة الله، ونكتشف دعوته لنا التي حين نلبيها نكون نساهم في تقديس انفسنا وتقديس الآخرين، تماما كما حصل مع القديسة رفقا، فالرب اعطاها علامة في الحلم قرات مشيئة الله من خلالها فقدست نفسها وهي اليوم تساهم في تقديس غيرها”.
وتابع: “وفي هذا الدير تكرست القديسة رفقا لعيش المشورات الانجيلية وهي: الطاعة، العفة، الفقر، جوهر الحياة الرهبانية وبدون هذا الجوهر لا حياة رهبانية كما عاشها يسوع. فالراهب والراهبة عليهم ان يشهدوا ان الله هو الاول في الحياة وهو الاسمى وهذه المشورات عاشتها القديسة رفقا كما عليهم التخلي عن ملذات الحياة ففي الطاعة يتخلى الراهب عن ارادته الشخصية ويعيش نوع من ذبيحة لهذه الارادة ليكون على مثال يسوع المسيح الذي كان يعمل دائما ارادة الله السماوي”.
واضاف: “أما العفة التي ينذرها الراهب والراهبة هي عفة القلب والجسد. عفة القلب حين لا يتعلق بعواطفه بتعلقات غير مناسبة وكذلك بالنسبة لعفة الجسد. ففي العفة يتحرر الراهب والراهبة من الميول الانانية وهذه العفة هي التي تؤهل القلب ان يحب الله بحرارة ويحب الناس اجمعين فالعفة تعطي صفة الشمولية للمحبة. وما يساعد على العفة هو الاماتة وضبط الحواس. وكذلك الفقر فالقديسة رفقا نذرت نذر الفقر ومن خلال هذا النذر يتشبه الراهب والراهبة بيسوع المسيح فيعيشون الفقر على الصعيد الروحي والمادي من خلال اكتفاءهم بالضرورة والمساهمة في حاجات الكنيسة وبالتضامن مع الفقراء”.
وقال: “هذه المشورات الثلاث أهلت القديسة رفقا لتتقدس كما انه من خلال هذه النذورات تتقدس كل راهب وراهبة. وهذه المشورات الفضائل تخص كل المسيحيين وعليهم أن يعيشوها كمؤمنين فيطيعون كلمة الله”.
وختم معوض شارحا مراحل حياة القديسة رفقا وصولا الى مسيرة الالم التي طلبتها في هذا الدير، حيث “كانت تشرك آلامها بالام المسيح وبسبب هذه المسيرة المقدسة وهذه الالالم أصبحت قديسة. ونحن اليوم نطلب شفاعتها من أجل لبنان ومن أجل المنطقة والشرق العربي، ومن أجل قضايانا الشخصية ومن أجل ان نعيش فضائل طاعة الله وفضيلة العفة وفضيلة الفقر”.
وطنية