في ذكرى مرور 500 يوم على خطف المطرانين يوحنا ابرهيم وبولس يازجي والتطهير العرقي الذي اصاب المسيحيين في العراق على يد تنظيم “داعش” وما يتعرضون له من هجمات في سوريا، لم تكن الادانة للخاطفين فحسب، بل للصمت على التشويه الذي يطاول الاسلام بفعل أعمال التكفيريين، وللاحتجاج أيضاَ على عدم رفع المسلمين الصوت للتبرؤ من الجماعات الارهابية المسلحة .
هذا الكلام الصريح قيل في لقاء دعت اليه “الرابطة السريانية” لإسماع صرخة إسلامية رافضة لما يجري، في سياق تحرك الرابطة لأثارة قضايا المسيحيين في الشرق الاوسط في حين تنكفىء هيئات وجمعيات مسيحية عن حراك مماثل. وشارك في اللقاء الأمين العام لهيئة الحوار المسيحي – الاسلامي محمد السماك، والمسؤول في قناة “المنار” ابرهيم الموسوي ورئيس الرابطة حبيب افرام في حضور جمع تقدمه السيد نديم بو يزبك ممثلاً منسق اللجنة المركزية في حزب الكتائب النائب سامي الجميل، وأمين عام “اللقاء الارثوذكسي” النائب السابق مروان ابو فاضل، وممثلين للكنائس وهيئات ورابطات مسيحية ووفد من المجلس الراعوي في مدينة حلب السورية.
وسأل السماك عن المسؤول عن تسهيل وصول المجرمين الارهابيين الى مسرح الجريمة في العراق وسوريا، ورأى أن “لا اسباب تخفيفية للجرائم التي تقع ضد الانسانية. وأسوأ ما في الأمر أن القتلة يقومون بذلك بإسم الاسلام. واعتبر ان “ثمة جريمة مزدوجة ترتكب ضد المسيحيين والاقليات وضد الاسلام وتستهدفه ديناً وفكراً وان الاسلام لم يتعرض لإساءة مشابهة في تاريخه”. وحض على “رفع المسلمين الصوت ضد الجماعات التكفيرية”.
ورأى الموسوي “أن رؤوسنا جميعاً تحت المقصلة ولا احد يستطيع أن يدفن رأسه في الرمال”. وتحدث عن “منظومة فكرية متكاملة وعقيدة سوداء لدى التكفيريين، وأن ما يجري ليس ظاهرة عابرة يمكن التغاضي عنها”. وشدد على أهمية المواجهة الفكرية بالتوازي مع المواجهة العسكرية عارضاَ “للتماثل ما بين اسرائيل والتكفيريين”، واعتبر ان الغرب تحرك للدفاع عن مصالحه في العراق ولم يهتم بأمر الاقليات”، وشدد على أهمية المواجهة وعلى ان “تدخل “حزب الله” في سوريا كان ادراكاً منه للخطر الوجودي الذي لا يمكن معالجته بترف النقاشات السطحية”.
وسأل افرام عن “مسؤولية المسلمين في خطف المطرانين، واصفاً الخطف بأنه وصمة العار وأمعان في ظلم المسيحيين وقهرهم. وسأل عن السبب وراء الرغبة في مهاجمة معلولا والسيطرة عليها. والقى افرام مسؤولية ما يجري على الجميع داعيا المسيحيين الى التحرك ومقاومة ما يجري من أجل التوصل الى أوطان تسودها المدنية “وإلا كنا لا نستحق الحرية”.
النهار