أنبا بنيامين الكبير أسقف المنوفية صاحب الصوت الشجي … الذي أشتهر بتقواه ونسكه وصوته الروحاني الرخيم، حتى صار مشتهرًا بقيثارة وكروان الكنيسة… عرفنا عنه حبه للسيرة الرهبانية وانتمائه لدير السيدة العذراء الشهير بالبراموس، وله أيادٍ بيضاء في عمرانه وبنائه.
كذلك جدير بالذكر أنه هو الذي سام أبانا المتنيح القمص بيشوي كامل كاهنًا على مذبح كنيسة مارجرجس بإسبورتنج بالإسكندرية. وقد خصَّه بعناية أبوية وبحس روحاني، سجَّله أبونا بيشوي في مذكراته الخاصة .
ولن تنسى له السماء أبوته وشهامته، ولن ينسى له التاريخ عندما ذهب إلى المتنيح القمص متى المسكين وتلاميذه من نساك الريان؛ وكم كان متأثرًا لحالهم باكيًا عليهم؛ مانحًا لهم الحل؛ مصليًا عليهم ولأجلهم في وقت عصيب متحملاً الكثير لأجلهم… وقد حاللهم بإسم الثالوث الأقدس وبارك خروجهم لجبل وادي الريان، وبارك أيضًا رهبانية الساكنين هناك وسياماتهم، معطيًا لأبينا متى المسكين ومن معة من نساك الريان،كل ما في جيبه من مال، وقيل أنه أعطاهم أواني مذبح للتقديس، دلالة الرحمة والضم والقبول والصفح، إضافة للحل وللبركة من فمة لأناس عباد تائهين ولا مأوى لهم، رحمهم الله جميعًا وسهَّل طريقنا وجعل أواخرنا أفضل من أوائلنا.
لقد مر أكثر من خمسين عامًا على نياحته وسيرته لا زالت حية ولا زال يتكلم بعد، ضمن سلسله آبائية لا تنقطع من الأباء، تميز فيها بترنمه وأداء تسبيحه العذب الذي لم يكن يعطي صوتًا بل أصداءًا سماوية؛ يسكبها معبرًا عن مالا يعبر عنه، ونافذة مفتوحة يطل منها على الفردوس ومطارح الفرح والغلبة الأبدية (الغريغورية) حيث مجد إلهنا وحيث لا تقف أمامه خليقة صامتة، في صيرورة الصمت الإلهي وسيمفونية الكون وملء الكيان الأبدي .
ولينيح الله نفسه الطاهرة ولينفع الكنيسة بصلواته وسيرته الحسنة .