ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا مداخلة يوم أمس الاثنين تمحورت حول ضرورة حشد طاقات الجماعات الدينية من أجل وضع حد للفقر وتعزيز السلام عن طريق التصرف بمسؤولية وممارسة التضامن وتعزيز المبادئ الخلقية. وسلط سيادته الضوء على الدور الذي تلعبه الجماعات والمنظمات الدينية من أجل التخفيف من حدة الفقر وإطعام الجياع وتوفير الرعاية الصحية وتربية الصغار والكبار في المدارس والجامعات هذا فضلا عن تعزيز كرامة المرأة والعناية بالبيئة والالتزام في بناء السلام والقيام بنشاطات نبيلة أخرى. وأكد رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا أن هذه النشاطات كلها تصب في الجهود الرامية إلى تحقيق أهداف أجندة التنمية المستدامة.
واعتبر الدبلوماسي الفاتيكاني أن القادة الدينيين وجماعات المؤمنين مدعوون إلى الدفاع عن نفس وضمير هذه الأهداف كي لا تكون غاية بحد ذاتها. ولم تخل المداخلة من الإشارة إلى محاولات بعض القادة الدينيين الرامية إلى التقليص من شأن الآخرين، أي من ينتمون إلى ديانة مختلفة. وذكّر سيادته بأن القادة الدينيين ليسوا مسؤولين سياسيين وواجبهم بالتالي لا يتمثل في تقييم النواحي السياسية والعلمية لعملية التنمية المستدامة. إنهم مدعوون لأن يكونوا مصدر وحي وإلهام للأشخاص كي يتصرفوا ويذكروهم بواجباتهم. كما لا بد أن يسعى القادة الدينيون إلى العمل على تنمية الكائن البشري بكل أبعاده، ويساهموا في الدفاع عن الحياة البشرية والبيئة ويصونوا حقوق الأشخاص الضعفاء والمضطهدين.
بعدها سلط رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا الضوء على الأهمية التي يوليها القادة الدينيون لمسألة السلام التي تُعتبر شرطا أساسيا لتحقيق التنمية المستدامة، خصوصا وأن كل الدراسات تُظهر حصول تراجع في التنمية في المناطق والدول التي تشهد أو شهدت نزاعات مسلحة. وذكّر الدبلوماسي الفاتيكاني بكلمات البابا الراحل بولس السادس في العام 1967 عندما أكد مونتيني في رسالته العامة “ترقي الشعوب” أن التنمية هي الاسم الجديد للسلام. كما أن البابا الحالي فرنسيس يتحدث عن ضرورة تنمية ما يسميها بـ”الإيكولوجيا المتكاملة” في رسالته العامة “كن مسبحا”.
هذا ثم أشار مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك إلى الخطاب الذي ألقاه البابا برغوليو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول سبتمبر من العام 2015 وحذّر فيه من عملية إقصاء الأشخاص التي تتجذر في العطش إلى السلطة والرخاء المادي اللذين يقودان إلى الاستغلال السيئ للموارد الطبيعية المتوفرة وإلى إقصاء الضعفاء والمحتاجين. في ختام كلمته شدد رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا على ضرورة أن تتكاتف جهود جميع القادة الدينيين كي يتمكنوا من خدمة الأشخاص بصورة أفضل ويساهموا في تعزيز إيكولوجيا متكاملة تقود إلى تنمية متكاملة ومستدامة تتميز بالتضامن والمسؤولية.
اذاعة الفاتيكان