جال الرئيس العام للرهبانية الباسيلية المخلصية الأرشمندريت انطوان ديب، على رأس وفد ضم النائب العام المدبر الأب عبدو رعد وأمين السر الأب شربل راشد، على فاعليات اقليم الخروب للتهنئة بعيد الفطر السعيد.
وكانت المحطة الأولى في دارة النائب محمد الحجار في بلدة شحيم، حيث كانت مناسبة، تم خلالها التداول في عدد من القضايا والشؤون الداخلية المحلية، اضافة الى ما يجري في المحيط العربي.
وقال ديب بعد الزيارة: “جئنا كوفد من دير المخلص والرهبانية المخلصية لتقديم التهنئة بعيد الفطر للنائب الحجار وأخوتنا في شحيم، فدير المخلص هو محج لنا جميعا، وعيد الفطر هو عيدنا، كما ان اعيادنا هي اعيادكم، فهذا ما يجمعنا جميعا، خصوصا في هذه الظروف الصعبة والدقيقة التي تعصف بالبلاد”.
أضاف: “ان الآصالة الموجودة في الاقليم لا مثيل لها، على الرغم من عمليات القتل والاجرام التي تدور حولنا، من غزة الى العراق ومعظم الدول العربية، فأعتقد ان التجربة التي عشناها من خلال الحرب الاهلية، لن نقع فيها مجددا، فشحيم ودير المخلص وقرى وبلدات الاقليم اجمل منارة لكي يلتقي الناس الذين يتناحرون، فهذا هو الانسان وهذا هو العيد، واننا نأمل عيدا مباركا لأخوتنا المسلمين وان لا يكون هناك من يتكلم باسم المسلمين، او يعطي صورة خاطئة عن الاسلام، التي هي غريبة عن عالمنا جميعا”.
الحجار
ثم تحدث الحجار فقال: “ان ما يميز لبنان ومنطقة اقليم الخروب، هذا التنوع والذي من أجله وجد لبنان، وبدونه لا وجود له، فلبنان الرسالة، كما اعلن قداسة البابا يوحنا بولس الثاني خلال زيارته للبنان، لبنان النموذج والتعدد والعيش الواحد، هذه الرسالة التي يجسدها لبنان، يحاول البعض النيل منها من خلال ما نشهده في محيطنا في العالم العربي، والتي الاسلام منها براء، وبراء ممن يقومون بهذه الافعال ويتحدثون باسمه. ان الاسلام والديانات السماوية الأخرى تدعو الى محبة الآخر وترسيخ السلام بين الناس”.
أضاف: “ان الاسلام وتحديدا بموضوع المسيحيين أو النصارى واضح جدا، فالقرآن نص صراحة على “لتجدن أشد الناس مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى” وسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) قال: ” من آذى نصرانيا فقد آذاني”. كل هذا يدل على ان ما يجري اليوم وما نسمعه من داعش وغيرها من الحركات التكفيرية، لا يمت للاسلام بصلة والاسلام منها براء، لأنها تشوه رسالة الاسلام، لكنها لن تتمكن من تحقيق اهدافها، لأن ارادتنا الجامعة، والتي هي ارادة وطنية تسعى دائما للخير والتعايش والألفة ما بين البشر”.
وتابع الحجار: “نعم هناك سياسات يعتمدها البعض وممارسات تحصل تجعل من هذا الصوت المتطرف يتسلق بسهولة اكثر، وهي التي أشار إليها البارحة الرئيس فؤاد السنيورة في جلسة مجلس النواب التي عقدت استنكارا للعدوان الإسرائيلي على غزة وتضامنا مع المسيحيين في العراق، حين اوضح اننا في المنطقة العربية نقع بين مطرقتين، مطرقة الاستبداد ومطرقة التطرف”. فنحن لا نريد للاستبداد و لا للتطرف مكانا، ومواجهة الإستبداد مهمة جماعية كما مواجهة التطرف باسم الدين والذي يتم من خلال التوعية وفهم الدين على اصوله، وهذا ما نسعى اليه، وهذا كان محور حديثي منذ يومين مع سماحة مفتي جبل لبنان حول ضرورة ان تتركز خطب المساجد حول الدعوة الى فهم الدين على حقيقته وعدم السماح بالتفلت من تعاليم الدين الحنيف، نتيجة ما يحصل والتركيز على جوهر الدين الاسلامي، الذي هو دين الاخوة والمحبة والوسطية”، مثنيا على “دور ورسالة دير المخلص التاريخية في التعايش والاخوة في الجبل والشوف”.
رئيس اتحاد بلديات الاقليم
وكانت المحطة الثانية في منزل رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي الرائد المتقاعد محمد بهيج منصور، الذي شكر الرهبانية المخلصية ورهبنة دير المخلص على هذه اللفتة الكريمة، مشددا على اهمية التواصل والتلاقي والحوار بين ابناء الوطن جميعا لما فيه مصلحة لبنان، مؤكدا التمسك بالوحدة الوطنية والعيش المشترك، لافتا الى ان لبنان لا يقوم الا بجناحيه المسلم والمسيحي، منوها بالدور الوطني الذي يلعبه دير المخلص والرهبنة المخلصية في الشوف والجبل ولبنان كملجأ لتلاقي مختلف ابناء وطوائف ومذاهب الوطن.
من جهته، أشاد الارشمندريت ديب باتحاد البلديات وبلديات المنطقة وفاعلياتها في نسج روح الاخوة والمحبة بين قرى وبلدات الاقليم المتعددة، ناقلا تحياته للبلديات.
النائب ترو
وكانت المحطة الثالثة في بلدة برجا، حيث زار الوفد النائب علاء الدين ترو، وقدم له التهنئة بالعيد، وطلب ديب من ترو نقل تحياته للنائب وليد جنبلاط، مشيدا بدوره على الصعيد الوطني.
من جهته رحب ترو بالوفد، مؤكدا على ان “ما يجمع دير المخلص وابناء الشوف والجبل تاريخ طويل تسوده المحبة والمودة والاحترام والاخوة”، مشددا على “التمسك بالوحدة الوطنية والعيش المشترك في بناء الوطن الواحد لبنان”، مشددا على ان “الحوار هو السبيل الوحيد لحل جميع المشاكل والنزاعات بعيدا عن التعصب والتحريض والتجييش المذهبي والطائفي”.
الجماعة الاسلامية
وكانت المحطة الرابعة في منزل رئيس مجلس محافظة الجماعة الاسلامية في جبل لبنان المهندس محمد قداح في بلدة سبلين، حيث التقى الوفد قداح وقيادة الجماعة الاسلامية في اقليم الخروب، في حضور المسؤول السياسي للجماعة في جبل لبنان عمر سراج وامام بلدة كترمايا الشيخ احمد علاء الدين وكوادر من الجماعة، وتم خلال اللقاء التداول في عدد من الامور التي تهم المنطقة والوطن، ورحب قداح بالوفد، مؤكدا “اننا واياكم حال واحد واهل واحبة”، مشيرا الى ان المرحلة التي يمر بها لبنان والمنطقة تحتاج الى تعزيز الوحدة الوطنية والعيش المشترك”، مبديا ارتياحه للوعي الموجود في تخطي هذه المرحلة، مشددا على “ضرورة ان تبقى الزيارات متبادلة وقائمة بين الطرفين وان نكون قلبا وقالبا ويدا واحدة لما فيه خير المنطقة والجبل ولبنان”.
ورد الارشمندريت ديب بكلمة، فأكد استمرارية التواصل والتلاقي وتبادل الزيارات مع الجماعة الاسلامية والاطراف الاخرى، مؤكدا استمرار التعاون والتكامل، معربا عن امله في ان تكون الايام المقبلة تحمل الهدوء والاطمئنان للبنان واهله، مشددا على ان الأهم من كل شيء هو ان يكون الاسلام على اصالته والمسيحية على اصالتها، فعندها يكون الجميع بألف خير.
اللواء بصبوص
وختم الوفد جولته بزيارة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص في بلدته داريا، وقدم له الوفد التهنئة بالعيد.
وطنية